تطرقت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” إلى نية الرئيس الأمريكي إرسال قوات أمريكية خاصة إلى سوريا؛ مشيرة إلى تعهده بأنها لن تشارك في القتال، بل ستكتفي بمساعدة الفصائل المسلحة.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى ألمانيا عن نيته إرسال 250 عسكريا أمريكيا إلى سوريا، بمن فيهم عناصر من القوات الخاصة، التي ستكون مهمتها تقديم المساعدة للميليشيات في حربها مع مسلحي “داعش”.
ويعدُّ إرسال هذا العدد من القوات الأمريكية البرية إلى سوريا منذ بداية الحرب الأهلية فيها، بأنه الإجراء الأكثر أهمية.
ووفق لوكالة “رويترز”، فإنه مع أخذ التعزيزات التي وعد بها أوباما بالحسبان، فإن عدد القوات الأمريكية الموجودة في سوريا سوف يرتفع من 50 إلى 300 عسكري. وفي هذا المجال، تجدر الإشارة إلى أن صحافيي قناة “سي إن إن” كانوا قد أشاروا قبل نصف شهر تقريبا إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإرسال 250 عنصرا من القوات الخاصة إلى سوريا لمساعدة القوى المحلية في حربها مع “داعش”، ولتحرير مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق.
وقد أوضح أوباما مهمة عناصر هذه القوات في سوريا، بقوله “لن يشاركوا في العمليات القتالية البرية، ولكن سيكون لهم دور مهم وجوهري في تدريب القوى المحلية بالتوازي مع عمليات طرد “داعش”.
وتشير “سي إن إن” إلى إن أوباما رفض سابقا رفضا قاطعا احتمال قيام أمريكا بعمليات حربية برية واسعة في سوريا، وأنه في عام 2014 شرح استراتيجيته في مواجهة “داعش” بقوله إن القوات الأمريكية “لن تشارك في القتال على أرض أجنبية”.
ومع ذلك، ستكون القوات الأمريكية المرسلة إلى سوريا مسلحة تسليحا جيدا لتتمكن عند الضرورة من الدفاع عن نفسها من هجمات الأعداء، ولا سيما أن القوات الجوية الأمريكية بدأت منذ عام 2014 بشن الغارات على مواقع الإرهابيين في سوريا والعراق.
هذا، وتعدُّ “وحدات الحماية الكردية” الحليف الأساس للولايات المتحدة في سوريا. بيد أن المساعدات الأمريكية للوحدات الكردية تثير استياء تركيا حليفة الولايات المتحدة أيضا.
وحول هذا الموضوع، تشير صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إلى أن ممثلي الولايات المتحدة حاولوا إقناع حلفائهم الأتراك بأن هدف توسيع المهمة العسكرية الأمريكية في شمال – شرق سوريا هو مساعدة العرب السنة وليس الأكراد.
ومع ذلك، يبدو أن الأكراد باعتبارهم الأنجح في محاربة “داعش” في شمال – شرق سوريا ستكون لهم حصة الأسد من هذه المساعدات؛ حيث تنقل “رويترز” ما كتبه محرر مجلة “HIS Janes Defence Weekly” تيم ريبلي، تعليقا على إرسال المجندين الأمريكيين إلى سوريا، مؤكدا أنهم “سيساعدون أصدقاءنا الأكراد في توسيع وتعميق هجومهم على “داعش” في شمال – شرق سوريا”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، خلال زيارته إلى بغداد قبل أيام، قد أعلن عن إرسال 217 عسكريا إضافيا إلى العراق، ليرتفع بذلك عدد القوات الأمريكية في العراق إلى أكثر من 4000 شخص. كما سمح أوباما للقوات الأمريكية في العراق باستخدام المروحيات الهجومية “أباتشي”، وبإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة القوات العراقية خلال عملية تحرير مدينة الموصل المحتلة من قبل “داعش”.
سيريان تلغراف