تصدرت تونس قائمة البلدان العربية لحرية الصحافة في التصنيف العالمي السنوي لمراسلون بلا حدود لعام 2016، وتربعت أوروبا التصنيف عالميا تلتها إفريقيا بتجاوز غير مسبوق للقارة الأمريكية.
وأظهر التقرير نسخة عام 2016 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة التي أصدرتها منظمة مراسلون بلا حدود يوم الأربعاء (20 أبريل/نيسان 2016)، أن أوروبا ما زالت المنطقة التي تنعم فيها وسائل الإعلام بأكبر حرية، تليها إفريقيا، التي تمكنت على نحو غير مسبوق من تجاوز القارة الأمريكية، ثم تأتي آسيا ثالثا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في المرتبة الرابعة من ضمن التصنيف.
وأظهر التقرير تربع ثلاث دول من شمال أوروبا قمة الترتيب العالمي، حيث تحافظ فنلندا على موقعها في الصدارة منذ عام 2010، تليها هولندا والنرويج، حينما تراجعت ألمانيا للمرتبة 16، بعد أن كانت في المرتبة 12 عام 2015، كما لوحظ في التقرير تراجع واضح لبولندا بسبب الحملة التي أطلقها الحزب المحافظ المتشدد بهدف الاستيلاء على وسائل الإعلام.
كما أشار التقرير إلى تحسن ملحوظ في أوكرانيا نظرا لهدوء الصراع.
أما فيما يتعلق بأبرز التطورات الملحوظة على الساحة العربية، فقد تصدرت تونس قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة ضمن المركز(96)، جراء انخفاض وتيرة الانتهاكات والإجراءات العدوانية للبلد، علما أن تونس كانت في المرتبة 164 في سنة 2010 قبل سقوط نظام بن علي، ثم في الترتيب(133)عام 2012 و(126) في 2015.
وشهدت مصر تراجعا كبيرا بترتيب 159 على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود، ما يعكس تراجع البلاد تدريجيا منذ نهاية عهد مبارك حيث كانت تحتل حينها المرتبة (127) لتكون الآن في المرتبة )(159) ضمن القائمة.
وصنفت سوريا في المرتبة 177 لحرية الصحافة الذي يشمل 180 بلدا، ليأتي بعدها العراق (المرتبة 158) وليبيا (164) واليمن(170).
وتعليقا على تراجع وضع حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم بصورة عامة، قال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار لوكالة فرانس برس إن “جميع مؤشرات التصنيف تشهد تدهورا، وثمة سلطات عامة عديدة تحاول استعادة السيطرة على بلدانها، خشية حصول انفتاح كبير في النقاش العام”.
وجاء في بيان المنظمة أن “أسباب تراجع حرية الصحافة متعددة، منها، توجه الحكومات نحو خنق الحريات كما هو الحال في تركيا أو في مصر، والرقابة على وسائل الإعلام العامة بما في ذلك في أوروبا كما هو الحال في بولندا، وتوتر الأوضاع الأمنية كما هو الحال في ليبيا وبوروندي، أو الأوضاع الكارثية كما هو الحال في اليمن”.
ويستند هذا التصنيف لحرية الصحافة الذي تصدره المنظمة منذ عام 2002 إلى مجموعة من المؤشرات هي التعددية واستقلالية وسائل الإعلام والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية والبنى التحتية والتجاوزات.
سيريان تلغراف