Site icon سيريان تلغراف

أرغومينتي نيديليه : تعلموا من بوتين !

اعتبرت صحيفة “أرغومينتي نيديليه” أن الغرب قد فقد الرغبة في الحروب بعد سوريا وأشارت إلى تحول واضح في عقول المحللين الغربيين مستشهدة بتعليق لـ”وول ستريت جورنال” المؤثرة.

أشارت الصحيفة الروسية، إلى ما أوصت به “وول ستريت جورنال” الرئيس الأمريكي المقبل في مقال تحت عنوان “تعلموا من بوتين”، إذ نصحته بأخذ العبرة من دروس الحرب الروسية في سوريا.

ولفتت الصحيفة الروسية، إلى أن نظيرتها الأمريكية في وصاياها، إنما استندت إلى مقولة مأثورة لفلاديمير لينين الذي أكد فيها أن “إتقان فنون الحرب لا يتم إلا في المعارك الحقيقية”.

وأضافت “أرغومينتي نيديليه” أنه، وإذا ما تم النظر إلى القضية بجدية أكبر، يتضح أن الأمريكان صاروا يواجهون صعوبات كبيرة، حيث يجاهد البيت الأبيض في صد الانتقادات التي تترامى عليه من كل حدب وصوب، وحتى من إسرائيل الحليف الذي كانت تعتبره واشنطن حتى القريب، الحليف الأكثر موثوقية في الشرق الأوسط.

وأوردت الصحيفة الروسية في هذا الصدد، ما صرح به نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يائير غولان، الذي اعتبر أن إفراط واشنطن في استخدام القوة، لا يلبي مصالح الولايات المتحدة. ولفتت النظر في هذه المناسبة إلى ما أكده حول أن “قدرات الجيش الأمريكي لا تفوق كثيرا قدرات نظيره الإسرائيلي كما يشاع، بل أن جيش واشنطن يتفوق على جيش تل أبيب في بعض المجالات، فيما لا يضاهيه في أخرى”.

وأشارت “أرغومينتي نيديليه” إلى أن تصريح المسؤول العسكري الإسرائيلي أثار ضده موجة عارمة من الانتقادات في صحافة بلاده، التي كالت له سيلا من الاتهامات أقلها الإفراط في الثرثرة، معتبرة عموما، أن التستر على الحقيقة فضيلة، محذرة من اغتياظ البنتاغون من الدولة العبرية وعزوفه عن تخصيص المساعدات المالية لتمويل الدعم العسكري لإسرائيل.

ومما أجج الغضب الإسرائيلي على غولان كذلك، أنه لم يكتف بما قال، ولم يتوقف عند حده، بل شرع في الإطراء والثناء على روسيا. ونقلت عنه الصحيفة الروسية قوله: “موسكو على يقين تام بمطالبنا، والروس أناس غاية في الدهاء، خلافا للتصور العام الذي صيغ عنهم في الأعمال السينمائية والأدبية، والحديث إليهم ممتع عموما. روسيا قوة كبيرة للغاية يتوجب علينا الحفاظ على حوار نوعي ومهني معها، وبغض النظر عن عدم تطابق مصالحنا التام مع مصالحها. علاقاتنا مع الروس على ما يرام، وأنا سعيد للحوار الذي دار بيني وبينهم”.

وبالعودة إلى مقال “وول ستريت جورنال”، خلصت الصحيفة الروسية، إلى أن النبرة الإسرائيلية لقيت أصداءها في واشنطن، الأمر الذي حمل الصحيفة الأمريكية ومحلليها على إصدار التوصيات للرئيس الأمريكي المقبل، ودراسة التجربة الروسية في سوريا بإمعان.

وبالوقوف على هذه التوصيات، اعتبرت “أرغومينتي نيديليه”، أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش عكف على إثارة الحروب باسم ديمقراطية ضبابية، وصار بعد اندلاعها يتضرع إلى ربه أن يظهر في البلد الذي احتله ولو شخصان اثنان يفقهان السبب من قدوم جيشه إلى بلدهما.

أما أوباما، فقد تميّز عن سلفه حسب الصحيفة الروسية، بانعدام الأهداف الحقيقية لعملياته العسكرية، حيث فضل النأي عن الالتحام المباشر بالعدو وآثر القتال إلى جانب التاريخ، الأمر الذي خلص به كذلك إلى أنه لم يجد ولو شخصين اثنين في البلد المحتل يقويان على فهم خططه ومغزاها، وأوكرانيا مثال ساطع على ذلك.

وأضافت أن نظيرتها الأمريكية أصدرت وصاياها للرئيس المنتظر بالتيمّن بالرئيس الروسي، والوقوف إلى جانب طرف محدد في هذا النزاع أو ذاك، حتى لو كان الطرف المختار سيئا، كما أوصته بالقتال بأيدي الآخرين، وابتكار شروط اللعبة والاحتفاظ بالخطوات التي يمكن تطبيقها انطلاقا من التطورات والمستجدات على الساحة.

وذكّرت الصحيفة الروسية بعد تحليل هذه التوصيات، بأن جميعها قد ابتكرت وصيغت في الغرب أصلا، وأن القضية صارت تكمن في الوقت الراهن في حقيقة انحسار الرغبة لدى الأمريكان في القتال.

وأوردت “أرغومينتي نيديليه”، ما أكده دونالد ترامب الطامح لترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي أكد أن الناتو صار منظمة متقادمة عفا الدهر عنها، وأنه لم يعد لدى واشنطن ما يكفي من المال لإعالته.

كما أعادت الصحيفة إلى الأذهان، ما صرح به ترامب لـ”واشنطن بوست”، حيث قال: “لقد كانت بلادنا عظيمة جدا وغاية في الثراء، فيما صارت الآن بلدا غارقا في الديون. كيف يمكن التخلص من دين تصل قيمته إلى 21 مليار دولار؟ نحن نعكف على حماية الآخرين ونزود حلفاءنا في الشرق الأوسط بأفضل الدروع، فيما نستخدم المدرعات القديمة. حلفاؤنا هؤلاء، يلوذون بالفرار لدى سماع أول طلقة، فيما الأعداء مستمرون في الاستيلاء على مساحات جديدة وجديدة.

وخلصت “أرغومينتي نيديليه” استنادا لما تقدم، إلى أن جميع المحاولات الأمريكية لإلقاء أعباء الحروب على كاهل الاتحاد الأوروبي سوف تبوء بالفشل، إذ لم يعد هناك من يريدون الحرب وينشدونها، وحتى بعد تفجيرات باريس، وبروكسل.

سيريان تلغراف

Exit mobile version