يستضيف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس 14 أبريل/نيسان رؤساء دول وحكومات نحو ثلاثين بلدا في إسطنبول يشاركون في قمة منظمة التعاون الإسلامي.
وتسعى تركيا من خلال القمة التي تستمر يومين إلى إبراز تأثيرها في العالم الإسلامي والتقريب بين دول المنظمة، لكن الخلافات بشأن النزاعين في سوريا واليمن يمكن أن تطغى على المحادثات.
ويناقش القادة ورؤساء الوفود على مدى يومين في القمة الإسلامية، التي تعقد تحت شعار “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لـ”منظمة التعاون الإسلامي”، إضافة إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، والنزاعات في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وأشار أردوغان في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية والوحدة والتعاون رغم كل الخلافات وتحقيق العدل والسلام في العالم الإسلامي، مضيفا: “علينا أن نتجنب الخلافات والخصومات”، داعيا لإنشاء مؤسسة للشرطة والمخابرات تابعة للمنظمة.
وأضاف أردوغان، أن الإرهاب أكبر مشكلة يعاني منها العالم الإسلامي، وأن الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام لا يمكنهم أن يمثلوا الإسلام.
وهاجم أردوغان الدول الخمس الكبرى، داعيا إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة الدينية والعرقية في العالم، وإلى عقد مؤتمر نسائي في إطار منظمة التعاون الإسلامي، لأن المرأة يجب أن يكون لها حق في التعبير عن مشاكلها في كافة المحافل.
ودعا الرئيس التركي إلى تشكيل مؤسسة مشتركة بين جمعيات الهلال الأحمر ومؤسسة أخرى لفض المنازعات الاقتصادية بين الدول الإسلامية بعيدا عن مجلس الأمن تكون محكمة في إسطنبول على سبيل المثال.
أما الملك سلمان بن عبد العزيز فأكد في كلمته ضرورة إيجاد حلول للأزمات في سوريا والعراق وليبيا، كما أكد دعم بلاده للمشاورات في الكويت لإحلال السلام في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن، وضرورة العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف 1.
وقد تجنب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصافحة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي سلم رئاسة القِمة الإسلامية الـ 13 لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
كما تجاهل وزير الخارجية المصري الرئيس التركي في ختام كلمته بالجلسة اﻻفتتاحية للقمة، وقال شكري في ختام كلمته “تتوجه مصر بالشكر إلى كل الدول التي ساندتها خلال رئاستها للدور الـ12 للقمة اﻹسلامية، واﻵن أعلن انتقال القمة إلى الرئاسة التركية” متجاهلاً ذكر اسم الرئيس التركي.
وغادر الوفد المصري القمة الإسلامية فور انتهاء سامح شكري من إلقاء كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعبّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء عن أمله في أن تمهد القمة الطريق لمداواة الجراح في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي العديد من الخلافات.
وكان الرئيس التركي خصّ العاهل السعودي الثلاثاء باستقبال حافل في القصر الرئاسي بأنقرة، وقلده أعلى وسام يمنح للقادة الأجانب وهو وسام الجمهورية، مشيدا بدوره في تطوير العلاقات بين البلدين.
وتعقد القمة في غياب العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت تعمل فيه تركيا على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ويتردد أن السعودية تعمل لتحقيق مصالحة بين تركيا ومصر، لكن السعودية تعمل أيضا على تسخير القمة الإسلامية للنيل من إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف احتج في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول الثلاثاء على طرح السعودية أربعة بنود معادية لإيران وبندا ضد حزب الله في مشروع بيان القمة، مؤكدا أن هذا السلوك يتنافى مع روح التضامن الإسلامي ويصب في مصلحة إسرائيل.
وندد ظريف بمحاولة استغلال منظمة التعاون الإسلامي من قبل بعض الأعضاء كأداة ضد إيران.
وتوجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إسطنبول لحضور القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، وينتظر أن يلقي كلمة أمام المؤتمر.
سيريان تلغراف