قبيل انطلاق المفاوضات السورية بجنيف، تشهد خريطة البلاد تحولات عسكرية على وقع خروق الهدنة وتحركات تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين.
في ريف حلب الشمالي سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على كتلة معامل مخيم حندرات إثر معارك مع فصائل مسلحة معارضة، وبهذا التقدم بات الجيش على مقربة من طريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد لمناطق سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حلب إلى الريف الغربي والشمالي.
أما في حي الشيخ مقصود، فقد أعلن أحد فصائل “جيش الإسلام” أن أحد قادته الميدانيين استخدم أسلحة محظورة، وذلك بعدما أعلنت وحدات الحماية الكردية تعرض حي الشيخ مقصود لقذائف تحمل غازات سامة، ما أسفر عن حالات اختناق في صفوف هذه الوحدات.
الاشتباكات تتواصل أيضا في ريف حلب الجنوبي حيث يخوض الجيش السوري وحلفاؤه، بغطاء من الطيران الروسي، معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المسلحة لاستعادة المناطق التي خسرها خلال الأيام الماضية، ومنها بلدة العيس وتلّتها الاستراتيجية.
أما محافظة حلب، فشهدت تحولا عسكريا آخر، اذ نجحت فصائل مسلحة معارضة في بسط نفوذها على بلدة الراعي التي تعد آخر معقل لـ”داعش” على الحدود التركية.
ولهذه البلدة أهمية استراتيجية كبيرة في الواقع العسكري، إذ أنها تعتبر منفذا للوصول إلى مدينة الباب، وكذلك مركزا لعمليات تنظيم “داعش” في محافظة حلب، بالإضافة إلى وجودها قريبا من معبر حدودي يربط مناطق سيطرة “داعش” بالأراضي التركية.
كما تستمر مواجهة الفصائل المسلحة مع تنظيم “داعش” في ريف درعا الغربي، إذ تمكنت هذه الفصائل، ومن ضمنها جبهة النصرة، من السيطرة على بلدة عدوان ومواقع أخرى للتنظيم في بلدة سَحْم الجولان.
أما جبهة الضمير في القلمون الشرقي، فتشهد تطورا دراماتيكيا، تمثل بتخلي غالبية الفصائل عن موقف الحياد، ووقوفها إلى جانب “داعش” الذي يسعى لبسط نفوذه على المدينة والتمدد في أطرافها، في حين بقي ما يسمى لواء سيف الحق، الذي يتبع لـ”جيش الإسلام” وحيدا داخل المدينة في مواجهة التنظيم.
وفي محيط الضمير أيضا تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري و”داعش”، وتحديدا في الجهة الشرقية من بلدة العتيبة ذات الموقع المهم، حيث تمكن الجيش من إحباط هجوم للتنظيم على محطة تشرين الحرارية.
ضربات “داعش” الأخيرة في أكثر من منطقة يضعها مراقبون في خانة الرد على خسائره في تدمر والقريتين وهو ما يكشف، وفق خبراء، عن أن التنظيم بات يميل إلى الهجوم بعدما لجأ في الأشهر الأخيرة إلى استراتيجية الدفاع.
سيريان تلغراف