Site icon سيريان تلغراف

الأركان الروسية تكشف عن تفاصيل عملية تحرير تدمر

كشفت هيئة الأركان العامة الروسية عن تفاصيل عملية تحرير مدينة تدمر الأثرية السورية، مؤكدة أن مستشارين عسكريين روس شاركوا في وضع الخطط العسكرية اللازمة لاستعادة المدينة.

وأكد الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في إيجاز صحفي الخميس 31 مارس/آذار، أن تحرير تدمر يكتسب أهمية استراتيجية نظرا لموقع المدينة الجغرافي وسط سوريا، حيث شبكة الطرق الكثيفة المؤدية إلى كافة أقاليم البلاد، ومنها دمشق وحمص وحماة وحلب والرقة ودير الزور، وحقول النفط والغاز، فضلا عن مكامن ثروات طبيعية أخرى.

وأوضح رودسكوي أن ما يربو عن 4 آلاف إرهابي كانوا يتمركزون في محيط تدمر مطلع مارس/آذار، إضافة إلى ما لا يقل عن 25 دبابة وعربة مصفحة، وما يربو عن 20 مدفعا، وأكثر من 40 مدفع هاون، وقرابة 100 منصة لإطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات.

وكشف رودسكوي كذلك، عن أن أكثر من 50 سيارة رباعية الدفع مزودة بأسلحة ثقيلة تابعة للإرهابيين، كانت في محيط المدينة الأثرية، كما جهز الإرهابيون أكثر من 10 شاحنات مفخخة يقودها انتحاريون، فضلا عن طائرات بلا طيار.

 كما ذكر رودسكوي أن “داعش” أنشأ في تدمر منظومة تحصينات متكاملة، ضمت شبكة مراكز استناد ومراكز قيادة ومرابض مدفعية مقامة في تلال.

وأكد رودسكوي أن مستشارين عسكريين روس شاركوا بشكل مباشر في التخطيط لعملية تحرير تدمر.

وكشف أن القوات المسلحة السورية والدفاع الشعبي وتشكيلات المعارضة الوطنية بدأت في مطلع مارس/آذار عملية إعادة الانتشار تمهيدا لتوجيه ضربة قاصمة إلى إرهابيي “داعش” المتمركزين في تدمر.

وبدأت العمليات الهجومية على مسار تدمر يوم 6 مارس/آذار بدعم من سلاح الجو الروسي. وفي المرحلة الأولى من العملية تم قطع الطرق الأساسية المؤدية للمدينة، فيما تعرضت مواقع الإرهابيين لقصف منهجي من قبل المدفعية وسلاح الجو السوري.

وذكر رودسكوي أن طائرات القوات الجوية والفضائية الروسية نفذت في الفترة بين 7-27 مارس/آذار قرابة 500 طلعة قتالية في محيط تدمر، ووجهت خلالها أكثر من ألفي ضربة إلى مواقع الإرهابيين، ما أدى إلى تدمير مراكز الإسناد الأساسية لـ”داعش” ومرابض المدفعية التابعة للتنظيم.

وكشف أن الطائرات الروسية تمكنت من تدمير معظم مراكز القيادة للإرهابيين خلال اليومين الأول والثاني من العملية.

وتابع أن سلاح الجو الروسي كان يدمر بشكل يومي أرتالا عسكرية حاولت الوصول إلى تدمر من جهتي الرقة ودير الزور وهي تقل إرهابيين وذخيرة.

وفي 23 مارس/آذار، اقتربت وحدات الجيش السوري من تدمر وبدأت بمهاجمة التلال في محيط المدينة، والتي أحكمت القوات الحكومية سيطرتها عليها في غضون 24 ساعة.

وفي صباح يوم 27 مارس/آذار الماضي، أحكمت القوات الحكومية وقوات الدفاع الشعبي سيطرتها بالكامل على تدمر، لكنها واصلت خلال اليوميين التاليين القضاء على ما تبقى من عصابات “داعش” في بعض أحياء المدينة وضواحيها.

وشدد الجنرال على أن الطائرات الحربية الروسية طوال العملية لم توجه ضربات إلا بعد توفر الإحداثيات الدقيقة للأهداف والتأكد من تبعيتها للإرهابيين. ولدى تدمير المواقع الإرهابية ذات الأهمية الخاصة، استخدم سلاح الجو الروسي أسلحة عالية الدقة، فيما جرى توجيه الضربات من الأرض.

ونفى رودسكوي إلحاق أي ضرر بآثار تدمر جراء الغارات الروسية.

وتابع أن سلاح الجو الروسي تولى أيضا مهمة القضاء على مجموعات إرهابية تمكنت من خرق طوق الحصار وحاولت الفرار باتجاهي الرقة ودير الزور.

نتائج عملية تحرير تدمر

كما أشار رودسكوي إلى عدد من النتائج المهمة لاستعادة الجيش السوري سيطرته على تدمر، ومنها تعطيل قدرات العصابات الإرهابية على إعادة الانتشار ونقل التعزيزات ما بين شمال سوريا وجنوبها، وقدراتهم على الدفاع عن مواقعهم في محيط دمشق وحلب.

وتابع أن فقدان الإرهابيين لسيطرتهم على المناطق الغنية بالثروات الطبيعية، يؤدي إلى تردي وضعهم الاقتصادي والمالي، ويحد أيضا من إمكانياتهم لشراء الأسلحة والذخيرة والعتاد ودفع الرواتب لعناص الفصائل الإرهابية.

وأكد الجنرال أن أول فرق من خبراء إزالة الألغام الروس قد وصلت إلى سوريا تمهيدا للشروع في تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون في المدينة الأثرية والأحياء السكنية.

وحسب التقييمات الأولية، يتعين على الخبراء الروس تفكيك الألغام في أراض تتجاوز مساحتها 180 هكتارا.

وأشار رودسكوي أيضا إلى صعوبة هذه المهمة، موضحا أن الإرهابيين لم يكتفوا بزرع ألغام عادية، بل وضعوا كمية هائلة من العبوات الناسفة. وأوضح أنه في المناطق الأكثر خطورة، سيستخدم الخبراء الروس روبوتات إزالة ألغام من طراز “أوران-2”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version