اكتشف علماء الفلك في إحدى المجرات التابعة لكوكبة الحوت ثقبا أسود عملاقا، يولّد رياحا فضائية، تهب بسرعة 200 مليون كيلومتر في الساعة.
ويقل ذلك عن سرعة الضوء بمقدار 5 أضعاف فقط. وهي عبارة عن عواصف من الغاز والغبار الفضائيين.
يذكر أن ثقوبا سوداء توجد في وسط أية مجرة عمليا. وخلافا للثقوب السوداء التي تنشأ مع موت النجوم فإن كتلة تلك الثقوب السوداء العملاقة تزيد بملايين المرات عن كتلة شمسنا. وإنها تبتلع من وقت إلى آخر النجوم وغيرها من الأجرام الفضائية وتقذف جزءًا من المادة المختطفة على شكل حزم من البلازما الساخنة تطير بسرعة تقارب سرعة الضوء.
وقال عالم الفلك بجامعة يورك في تورونتو جيس روجرسون، إن حزم المادة الساخنة لا تعد الطريقة الوحيدة لنجاة المادة من معانقة الثقوب السوداء. فهناك أيضا ما يسمى برياح الكوازار التي تعتبر اليوم مصدرا رئيسيا للغبار المنتشر في المجرات. وتولد تلك الرياح بمساعدة قرص تشكله المادة المحيطة بالثقب الأسود وسيبتلعه الثقب الأسود مع مرور الوقت.
حركة هذا القرص -كما يدل رصد رياح الكوازار في مجال الترددات فوق البنفسجية- تجعل جسيمات الغبار وجزئيات الغاز تتسارع حتى سرعة كبيرة جدا وتدور حول الثقب الأسود في مدار بيضوي، ثم تتجه نحو الفضاء المكشوف.
وقال العلماء إن عدد الثقوب السوداء المولدة لمثل هذه الرياح غير كبير. وهناك 4 كوازارات اكتشفها علماء الفلك ولا يشككون أبداً في وجودها. وأضاف روجرسون وزملاؤه إلى هذا العدد ثقبًا أسود آخر يسمى ( J 0230 ) ويتصف بميزات فريدة تنحصر في وجود كوازارات سريعة جدا تحيط به وتطير بسرعة تعادل نحو 20% من سرعة الضوء أو ما يعادل 200 مليون كيلومتر في الساعة.
يذكر أن رياح الكوازار تلعب دورا هاما في عملية تشكل المجرات. وعندما تولد مجرة ما تقوم تلك الرياح بنشر الغبار وغيره من أشكال المادة من هذه المجرة في مجال ما بين المجرات، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ عملية تشكل النجوم فيها.
سيريان تلغراف