لم يأخذ إعلان هيرفيه لادسوس معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام خلال زيارته إلى سورية الأسبوع الماضي
عن وجود طرف ثالث يقوم بإذكاء العنف في سورية لم يأخذ مجده وحقه في السؤال عن عدم تسمية هذا الطرف باسمه مباشرة وأبعاد وخلفيات ذلك من جميع الأطراف المعنية والمهتمة والمتابعة لهذه المهمة؟!.
واعتقد جازماً أن الوقت الذي مضى من عمل بعثة المراقبين في سورية كاف للقول إن المجموعات الارهابية المسلحة والدول الداعمة لها التي تعمل لإفشال خطة عنان هي «الطرف الثالث» وتجنب رئيس بعثة المراقبين عن بق هذه البحصة يجب ان يكون مثار تساؤل كبير.
قد تكون الجهات المعنية بالتعامل مع لادسوس وبعثة المراقبين الدوليين على علم بالجهة المسماة «الطرف الثالث» ولكن هذا ليس كافياً لبث روح الطمأنية في نفوس السوريين خاصة أن عناصر الثقة بعمل المؤسسات الدولية في المنطقة يكاد يكون معدوماً والتجارب في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها ونتائجها تتفاعل حتى اليوم.
إن الكثير من السوريين يتساءلون لماذا امتنع لادسوس عن تسمية الجهة المقصودة بالطرف الثالث وهي المجموعات الارهابية المسلحة باسمها حيث هناك آلاف الادلة بهذا الخصوص؟!!
صحيح أن لادسوس أقر في أحد تصريحاته «بوجود (طرف ثالث «يسمى» المجموعات الإرهابية التي تحاول الحصول على منفعة شخصية) ولكن يتضح ان الرجل يعاني من سعيه لقول الحقيقة فما قاله مهم جداً ولاغبار عليه في الاشارة إلى هذه المجموعات الارهابية التي تتلقى المال والسلاح من دول صرحت علناً بذلك ولكن لابد من الوقوف عند كلمة «يسمى».
كما هو معروف تقوم سورية بإبلاغ الامم المتحدة وبعثة المراقبين بخروقات المجموعات الإرهابية المسلحة وداعميها لخطة عنان وقرار مجلس الأمن، ولكن تملل المعنيين في المنظمة الدولية عن الإعلان لهذه الخروقات يضمر نيات واضحة وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار استمرار الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون بالحديث عن «الحرب الطائفية» مع ما يشكل تحريضا وأملاً منه بحدوثها في سورية، ولولا الوجود الفاعل لروسيا الاتحادية في هذه المسألة وحديثها المستمر عن دور المجموعات المسلحة في إذكاء العنف لكان الأمر يحتمل طرح المزيد من الأسئلة عن هدف البعثة الدولية!!!
حتى الان ورغم مرور نحو شهر ونصف الشهر من المهلة المحددة لعمل بعثة الجنرال مود في سورية هناك حزمة من الأسئلة المفتوحة لا وجود لأجوبة صريحة عنها وهذا ما يعلن عنه الصحفيون الذين يرافقون تحركات وعمل البعثة الذين اتخموا من التصريحات المخدرة لرئيسها لدرجة أن أحدهم لم يتورع عن القول إن هناك دولة أو جهة ما تحول دون قولهم الحقيقة مشبهاً الوضع من حيث الشكل بعمل المجموعات الارهابية المسلحة التي يحلم أفرادها بحوريات الجنة ويبتغون الإعلان عن مكان وزمان جرائمهم الإرهابية إلا أن مموليهم ورعاتهم يمنعونهم من قول هذه الحقيقة ويشككون بأي تبنٍ للقاعدة وبناتها للأعمال الارهابية كما حدث مع تبني «جبهة النصرة» التابعة للقاعدة لتفجيري القزاز الإرهابيين ولا يستبعد «الصحفي المذكور» أن تكون الدولة نفسها هي التي تقوم بهذا الدور المزدوج مع المراقبين والإرهابيين.
وعلى ذكر حوريات الجنة.. فالطريف في الموضوع أن أحد الارهابيين على احدى صفحات التواصل الاجتماعي مقتنع تماما بأن 200 حورية تنتظره على باب الجنة بعد تنفيذه لعملية إرهابية في سورية لأسباب «معروفة» ولكنه تمنى أن تكون بعض هذه الحوريات تشبه في شكلها وقوامها فتاة اميركية مشهورة.. وباقي الكلام متروك لأولئك الباحثين عن «الحرية».