Site icon سيريان تلغراف

نيزافيسيمايا غازيتا : الغرب يحاول التكهن بنوايا بوتين

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى ردود الفعل الغربية على قرار الرئيس بوتين سحب جزء من القوات الروسية من سوريا، مشيرة الى ان القرار أخذهم على حين غرة.

جاء في مقال الصحيفة:

كان قرار الرئيس بوتين سحب “الجزء الأساسي من القوات الروسية” من سوريا مفاجأة لإدارة أوباما وللمجموعات المعارضة في سوريا. ولكن الخبراء ينصحون بعدم التسرع وانتظار النتائج الحقيقية لهذا القرار. لأن سحب جزء من القوات لا يعني وقف العمليات الحربية.

تشير وسائل الاعلام الأمريكية الى ان هذا النبأ “قلب توقعات العواصم الغربية والسوريين العاديين رأساً على عقب، وكان مفاجئا لإدارة أوباما ولم يكن متوقعا من قبل المعارضة”.

أما صحيفة الغارديان فتقول: “حتى الدبلوماسيون والمتمردون وأنصار الأسد لا يعلمون ما الذي عليهم عمله، أإعلان الحداد أم تنظيم الاحتفالات والأفراح”.

ولكن لأغلب المحللين وجهتي نظر: إما أن موسكو تحاول الضغط على دمشق على خلفية مفاوضات دمشق، وإما أن للانسحاب علاقة بالنفقات الكبيرة المترتبة عن هذه الحملة.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز في هذا السياق الى ان بوتين “قام بخطوته هذه في لحظة حرجة”، فترافقت مع استئناف مفاوضات جنيف بشأن وضع حد للحرب. فهذا القرار يشير إما الى الثقة والاستقرار اللذين يشعر بهما الأسد وإما الى نية إجباره على الحوار مع خصومه السياسيين.

من جانبه يتفق رئيس مركز تحليل النزاعات الشرق أوسطية التابع لمعهد الولايات المتحدة وكندا، ألكسندر شوميلين مع هذا التقييم الأخير فيقول “هذا القرار، هو عامل سياسي ذو اهمية حاسمة، لأنه بالنتيجة يضعف موقف الأسد. وان مثل هذه القرارات قادرة على تقويض الاستقرار النسبي للنخبة الحاكمة في سوريا وإجبارها على عدم استئناف العمليات الحربية وعدم إفشال مفاوضات التسوية السلمية”.

عموما رحبت المجموعات المعارضة في سوريا بهذا القرار. فاعلن ممثل المعارضة في مفاوضات جنيف، سالم المسلط، أنه يعتقد، على الرغم من موقفه السلبي من روسيا، أن بوتين هو الشخص الوحيد القادر على إجبار الأسد على الدخول في مفاوضات جدية، وأضاف: “لا أحد يعلم ماذا يقصد بوتين. ولكن من الواضح ان ليس من حقه البقاء في بلادنا. وهذا في الحقيقة علامة جيدة وبداية ممتازة للتسوية السياسية”. أما ممثل الجيش السوري الحر فادي أحمد فيقول: “أنا لا أفهم القرار الروسي. انه مفاجأة كالتي حصلت عند دخولهم الحرب”.

وتشير صحيفة الغارديان الى ان مصادر دبلوماسية غربية اعربت عن شكوكها في شأن هذا القرار ودعت الى عدم التسرع: “علينا الانتظار ومعرفة ما الذي يعنيه القرار. انه بوتين. فقد سبق له ان اعلن عن تنازلات في السابق ولكن شيئا لم يحصل”.

كما تشير وسائل الإعلام الغربية ومصادر دبلوماسية مختلفة الى ان هذا القرار ليس يعني سوى ميل بوتين الى الدعاية، حيث انه لا يمكن التكهن بما سيتخذه من خطوات لاحقة.

ولا يتفق رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إغناتينكو مع هذه الآراء فيقول: “لا شيء يمنع من الإصغاء الى ما قاله الرئيس. لقد ارسلت القوات الروسية الى سوريا لكي تتمكن القوات السورية الحكومية من مواجهة “داعش”. والآن وبعد بلوغ هذا الهدف بدأت القوات السورية بتوجيه ضربات موجعة للمتطرفين فأضعفتهم أيما إضعاف. أي أنه ليس من الحكمة إبقاء القوات الروسية هناك”.

ويؤيد البروفيسور مارك غاليوتي من جامعة نيويورك في تصريحات ادلى بها الى الغارديان هذا الرأي فيقول “عمليا، هم حققوا اهدافهم”.

يشير الخبراء الى ان سحب جزء من القوات، لا يعني ابدا وقف العمليات الحربية نهائيا. فقد اوضح الكرملين أنه لن يتخلى عن قاعدتي حميميم وطرطوس، أي ان روسيا لا تنوي ترك سوريا، وان الحجم الحقيقي للقوات التي ستسحب من هناك غير معروف.

وتقول صحيفة واشنطن بوست، ان بوتين لن يفقد شيئا ويمكن لروسيا العودة بسهولة وتوجيه الضربات ودعم القوات الحكومية بالسلاح والمال. كما ان مصادر اعلنت لصحيفة وول ستريت جورنال، أن موسكو سوف تقدم الى واشنطن “مقترحات لا يمكن رفضها” بشأن القيام بحملة مشتركة ضد “داعش”، ستكون عمليا دعما خفياً لنظام الأسد.

وهناك بين المراقبين من يعتقد ان قرار الرئيس الروسي سحب القوات من سوريا سببه بروز خلافات بين موسكو ودمشق. لكن وكالة الأنباء السورية “سانا” فندت هذه الاعتقادات ووصفتها بأنها بعيدة جدا عن الواقع.

تجدر الاشارة الى ان أول مجموعة من الطائرات عادت الى قواعدها في روسيا يوم 15 مارس/آذار بموجب القرار الذي اعلنه الرئيس الروسي.

سيريان تلغراف

Exit mobile version