تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين، مشيرة الى ان ميركل وافقت على شروط أنقرة دون علم اعضاء الاتحاد الأوروبي.
جاء في مقال الصحيفة:
بعد اسبوع ستنعقد القمة الأوروبية الطارئة بشأن الموافقة على الاتفاقية بين تركيا وبروكسل الخاصة بتسوية أزمة المهاجرين.
وسائل الاعلام الغربية تشير الى ان هذه الوثيقة التي من المحتمل ان يصفها المؤرخون لاحقا بوثيقة العار، جعلت أنقرة “صاحبة القرار” فتفرض على سياسي أوروبا “التملق للرئيس التركي اردوغان”.
شروط هذه الوثيقة ليست ملائمة أبداً للقارة العجوز، حيث انها ستقضي على اتفاقية منطقة الشنغن. والكارثة الأكبر ستكون انعدام الثقة بين بلدان الاتحاد الأوروبي. مقابل هذا، حسب صحيفة “الفيغارو” الفرنسية، تحتفل تركيا بالنصر وهي التي يشن جيشها وشرطتها حربا ضد الأقليات القومية وتهاجم مكتب إحدى الصحف الواسعة الانتشار، وأجهزتها الأمنية متهمة بتسليح “داعش”.
من المحتمل جدا، حسب رأي الخبراء، ان توافق القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي على كافة شروط اردوغان، مقابل حصول الأوروبيين على وعود شرقية مزخرفة. فأغلب وسائل الاعلام الغربية تعتقد أن الاتفاق مع تركيا لن ينفذ، لأن النظام التركي متأكد من أن بيده السلاح الجيوسياسي ولن يتخلى عنه. أما تقاعس ساسة اوروبا فيحفز اردوغان على المزيد من الابتزاز و”صب الزيت على النار في الشام”. وتتساءل صحيفة “غازيتا فيبورتشا” البولندية: “ألا يعني اتفاقنا مع اردوغان أننا نخون انفسنا؟”. ومن جانبها تقول صحيفة “Die Press” النمساوية: “لدى اردوغان انطباع وكأن كل شيء مسموح له. الأوروبيون هدأوا ويخافون أن ينبسوا ببنت شفة”.
من المفارقات، ان الامبراطورية العثمانية قررت قبل 100 عام تسوية “المشكلة الأرمنية” بصورة حاسمة ونهائية. فالتزمت الدول الأوروبية حينذاك الصمت وغضت النظر عن كل ما جرى في تركيا. واليوم يبدو ان أغلب ساسة أوروبا ينوون غض النظر عن انتهاكات حرية الصحافة وحقوق الانسان في تركيا، من أجل “عدم المجازفة بما تم التوصل اليه في مسالة الهجرة غير الشرعية”.
كما لن يبخل زعماء الاتحاد الأوروبي، من اجل تنفيذ هذه الاتفاقية، إضافة الى الـ3 ملايين يورو، بتقديم وعود الى أنقرة بشأن الغاء تأشيرات الدخول في يونيو/حزيران المقبل، وكذلك الاسراع في مناقشة انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي.
لقد اتفقت “ماما ميركل” خلال المناقشات التي أجرتها من خلف الكواليس مع رئيس وزراء تركيا على ابعد مما كان قد اتفق عليه زعماء أوروبا فيما بينهم. حيث اقترحت “استقبال مهاجر سوري مقابل كل سوري تستقبله تركيا وهو عائد من الجزر اليونانية”. وحسب صحيفة “ذي تايمز”، هذه الفكرة التي يدعمها المسؤولون الهولنديون “ستتحمل تبعاتها بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، على الرغم من ان أغلبها كان رفض هذا المقترح سابقا. فقد اثار هذا استياء باريس. ودعمت قبرص وبولندا ولوكسمبورغ والنمسا موقف فرنسا. ولكن برلين تعتقد ان مقترح ميركل سوف ينظم تدفق الهجرة ويساعد على توزيع المهاجرين على كافة الدول الأوروبية.
وحتى إذا وافقت القمة الطارئة على كافة مطالب تركيا لتدخل حيز التنفيذ، فهل يمكننا القول بأن أزمة المهاجرين انتهت؟ أو أنه حتى تمت السيطرة عليها؟
يؤكد المسؤولون الأوروبيون على تجاوز ما هو الأسوأ لأوروبا. ولكن هل هذا صحيح ووسائل الإعلام أعلنت اعتقال فتاة عمرها 15 سنة في الدانمرك كانت تخطط لتفجير مدرستين مع زميلها (24 سنة) الذي قاتل الى جانب “داعش” في سوريا؟؟
لقد وصل الى أوروبا خلال السنة الماضية أكثر من مليوني مهاجر أغلبهم يحملون وثائق مزورة ولم يحصلوا علماً ولم يتقنوا لغة. وقد بينت حوادث مدينة كولن على رأس السنة وغيرها من الأحداث التي شهدتها أوروبا ان هؤلاء وصلوا الى أوروبا ليقوموا بعمليات “الجهاد” في البلد الأوروبي الذي سيقيمون فيه.
سيريان تلغراف