قال وزير الخارجية الأمريكي، إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع التقارير عن وجود انتهاكات للهدنة في سوريا بكل جدية، إلا أنه لا توجد حاليا أدلة تشير إلى أنها ستزعزع السلام في سوريا.
وصرح كيري في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الاثنين 29 فبراير/شباط: “ندقق في العملية التي أنشأناها لمعرفة هل حدث انتهاك فعلا أو أنه كان في الواقع اشتباك مشروع ضد جبهة النصرة فقط أو داعش فقط”، في إشارة إلى تنظيم “داعش”.
وقال كيري إنه في حين توجد تقارير عن انتهاكات إلا أن الغالبية العظمي من مناطق سوريا شهدت تراجعا في العنف.. “ولهذا نحن ندعو جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها”.
وقال كيري إنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل على آلية لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سوريا على “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
وأعرب كيري عن قلقه بشأن تقارير بأن الحكومة السورية تضع عراقيل أمام تسليم المساعدات الإنسانية ويأمل بأن تمنع موظفيها وجنودها من أخذ أدوية أو إمدادات أخرى من الشحنات.
وقال مسؤول في الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية الاثنين، إن وقف الأعمال القتالية يواجه “الإلغاء الكامل” لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق.
واتفاق وقف الأعمال القتالية، وهو الأول من نوعه منذ بدأت الحرب في سوريا في 2011، يهدف إلى السماح باستئناف محادثات السلام ووصول المساعدات إلى القرى المحاصرة. ولا يشمل الاتفاق جماعات متطرفة مثل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”.
البيت الأبيض يقيم إيجابا تنفيذ الهدنة في سوريا
هذا وأعلنت الإدارة الأمريكية أنها تقيم إيجابا من حيث المبدأ تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا ولا تتسرع في إلقاء اللوم على روسيا بسبب انتهاكاته.
وفي مؤتمر صحفي أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الاثنين 29 فبراير/شباط، أن الإدارة الأمريكية على علم بتقارير تفيد بحدوث “انتهاكات معينة تبعث على القلق”، لكن واشنطن كانت تتوقع أن يواجه التطبيق الكامل لاتفاقية الهدنة “بعض العراقيل”. وأضاف أن “ثمة لحسن الحظ آلية تتيح متابعة تطبيق الاتفاقية”، مؤكدا تمسك الولايات المتحدة بهذه الآلية.
وتابع إيرنست قائلا إن الاتفاق المذكور يسمح بإيصال مساعدات إنسانية إلى محتاجيها “وهو أمر ذو أهمية حيوية”، كما أنه يركز اهتمام الأطراف على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (وذكر إيرنست في هذا السياق أن روسيا كانت حتى الآن تركز جهودها على ضرب أعداء “نظام بشار الأسد في دمشق” بدلا من استهداف مسلحي “الدولة”. هذا وأعرب إيرنست عن أمل واشنطن في أن تحفز العملية الجارية، ولو بقدر قليل، “الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية في سوريا”.
لا داعي للتسرع في إلقاء اللوم على روسيا
ورد جوش إيرنست بالإيجاب على سؤال إحدى الصحفيات عما إذا كان يرى أنه من المبكر توجيه اتهامات إلى روسيا بسبب مواصلتها شن ضربات ضد المتطرفين في سوريا. وأوضح أن الاتفاق (بين موسكو وواشنطن) لم يطلق عليه اسم اتفاق بشأن وقف إطلاق النار عن عمد، علما أن الولايات المتحدة ودول التحالف الذي تتزعمه تواصل مهاجمة مسلحي “داعش” في حين تواصل روسيا ضرب من تعتبرهم مرتبطين بالمتطرفين.
سيريان تلغراف