أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة “البايس” الإسبانية السبت 20 فبراير/شباط، استعداد حكومته لوقف إطلاق النار بشرط عدم استغلاله من قبل الإرهابيين،.
وأضاف الأسد ” أعلنا أننا مستعدون.. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان لأن الطرف الآخر قد يعلن الأمر نفسه.. المسألة تتعلق بما ستفعله على الأرض.. إذا أردت استعمال عبارة وقف إطلاق النار.. وهي ليست الكلمة الصحيحة لأن وقف إطلاق النار يحدث بين جيشين أو بلدين متحاربين.. إذا لنقل بأنه وقف للعمليات.. المسألة تتعلق أولا بوقف النار.. لكن أيضا بالعوامل الأخرى المكملة والأكثر أهمية.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم”.
وطالب الأسد بمنع الدول وخصوصا تركيا من إرسال الإرهابيين إلى سوريا أو تقديم أي نوع من الدعم اللوجستي لهم لوقف العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الذي يتعلق بهذه النقطة لم ينفذ.
وأضاف الأسد أن هناك 80 دولة تدعم الإرهابيين بطرق مختلفة، مشيرا إلى أن بعضها يدعمهم مباشرة بالمال أو بالدعم اللوجستي أو بالسلاح أو بالمقاتلين وبعضها الآخر يقدم لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية.
واستبعد الأسد إمكانية إرسال تركيا والسعودية قوات برية إلى سوريا، لكنه هدد إذا ما حدث ذلك بالتعامل معها كما مع الإرهابيين. “سندافع عن بلدنا. هذا عدوان. إنهم لا يملكون أي حق للتدخل في سوريا سياسياً ولا عسكرياً”.
وأشار الرئيس السوري إلى ضرورة توفر جميع الشروط اللازمة لنجاح وقف إطلاق النار ” إذا لم نوفر جميع هذه المتطلبات لوقف إطلاق النار فإن ذلك سيحدث أثرا عكسيا وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى في سورية.. ويمكن أن يفضي ذلك إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع. ولهذا السبب.. إذا أردنا تطبيق وقف العمليات فإن ذلك ممكن أن يكون إيجابيا مع توافر العوامل التي ذكرتها”.
كما أكد الرئيس السوري أن الدعم الروسي والإيراني لبلاده كان مهما لتحقيق الجيش السوري تقدما على الأرض “لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهريا كي يحقق جيشنا هذا التقدم.. أما القول إنه ما كان بوسعنا تحقيق ذلك فهذا سؤال افتراضي.. أعني أن لا أحد يمتلك الإجابة الحقيقية عن تلك الـ “إذا”.. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى تلك المساعدة”.
وحول المزاعم الأمريكية بشأن قصف روسيا مستشفى في سوريا، قال الأسد إنها عارية عن الصحة ولم يقدم أحد دليل عليها “بعض المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم لا يعرفون من فعل ذلك.. هذا ما قالوه لاحقا.. هذه البيانات المتناقضة أمر شائع في الولايات المتحدة.. لكن ليس لدى أحد دليل حول من فعل ذلك وكيف حدث ذلك.. وفيما يتعلق بالضحايا فإن هذه مشكلة في كل حرب. أشعر بالحزن طبعا لموت كل مدني بريء في هذا الصراع.. لكن هذه حرب.. وكل حرب سيئة.. فليس هناك حرب جيدة لأن هناك دائما مدنيون وهناك أبرياء سيدفعون الثمن”.
وتابع الرئيس أن “الأمريكيين هم الذين فعلوا هذا.. قتلوا العديد من المدنيين في الجزء الشمالي من سوريا وليس الروس. أعني أنه لم يقع حادث واحد يتعلق بالمدنيين حتى الآن.. لأن الروس لا يهاجمون المدن.. بل إن هجماتهم تحدث بشكل رئيسي في المناطق الريفية”.
وعبّر الأسد عن رؤيته لمستقبل سوريا بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن لجميع الأحزاب السياسية الانضمام إليها، تكون مهمتها إعداد دستور جديد، ثم إجراء استفتاء عليه، لتجري الانتخابات بعد ذلك طبقاً للدستور الجديد.
وحول مسألة بقائه في السلطة وردا على سؤال الصحيفة، أين يرى الرئيس السوري نفسه بعد 10 سنوات؟ قال الأسد ” الأكثر أهمية كيف أرى بلدي لأنني جزء من بلدي.. بالتالي بعد 10 سنوات أود أن أكون قد تمكنت من إنقاذ سوريا كرئيس.. لكن ذلك لا يعني أنني سأكون رئيسا بعد 10 سنوات.. أنا أتحدث عن رؤيتي لهذه الفترة.. ستكون سورية سليمة ومعافاة.. وسأكون أنا الشخص الذي أنقذ بلاده.. هذا عملي الآن.. وهذا واجبي.. إذن.. هكذا أرى نفسي فيما يتعلق بالمنصب.. وعن نفسي كمواطن سوري.. هذا ليس هدفي.. أنا لا أكترث بوجودي في السلطة.. بالنسبة لي إذا أراد الشعب السوري أن أكون في السلطة فسأكون.. وإذا أرادوا ألا أكون فلن أكون.. أعني إذا كنت لا أستطيع مساعدة بلدي فعلي المغادرة مباشرة”.
سيريان تلغراف