كتب بيتر أوبورن في صحيفة Spectator البريطانية أن الجيش السوري يعكف على تطهير محافظة حلب، بعمليات ينفذها على غرار تلك التي اعتمدها الجيش السوفيتي لتحرير ستالينغراد من الفاشيين.
وفي تقرير دونه في أعقاب زيارة قام بها إلى حلب السورية، أبرز الدور الكبير الذي تلعبه التغطية الجوية الروسية في إسناد الجيش السوري في عملياته، وأعرب عن ثقته بأن معركة حلب سوف تخط مسار الحرب السورية.
وذكر الصحفي البريطاني أنه كثيرا ما انتظر زيارة حلب وترقبها، حتى بدا له أنه لن يزورها أبدا، حيث أن “قوات المعارضة” استطاعت عزل مدينة حلب عن العالم، وأحكمت حصارها حتى الانتصارات التي بدأ يحرزها الجيش السوري في يناير/كانون الثاني وكسر الحصار عنها.
ولفت أوبورن النظر إلى أن زيارته إلى حلب تزامنت مع “لحظة حاسمة” في النزاع السوري، تمثلت في قطع قوات /الرئيس السوري/ بشار الأسد الإمدادات عن المسلحين بعد أن كانت تتدفق عليهم من تركيا، فيما أكد وبعد اطلاعه على الوضع الميداني أن نهاية المسلحين هناك محتومة نظرا لانقطاع الدعم عنهم.
ودون الصحفي البريطاني شهادات عدد من سكان المدينة، تحدثوا فيها عن العنف والتنكيل الذي تعرضوا له على أيدي عناصر “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، و”الجيش السوري الحر”.
وبين الإفادات التي سجلها عن ألسنة الأهالي، أن النساء كانت تتحركن بحرية وبمفردهن قبل قدوم المسلحين، وكان بوسعهن العمل والترقي المهني والوظيفي، فيما كانت المناهج المدرسية متسامحة ولا تحوي في طياتها أي فكر إسلامي راديكالي، فضلا عن سواد الحريات الدينية والمذهبية.
وفي ما كتبه الصحفي: “سكان حلب كانوا رهائن بأيدي مجموعات أرادت فرض الفكر الإسلامي الوهابي عليهم بأي الثمن. سكان المدينة أكدوا أن الكثير بين عناصر هذه الزمر من الأجانب الذين طمحوا إلى القضاء على الفكر المتسامح المترسخ في حلب على مر عصورها، وطرد جميع المسيحيين منها، كما أكدوا أن الرعاة الأتراك والسعوديين كانوا يقدمون الدعم التام للمسلحين في ممارساتهم”.
وفي الختام كتب الصحفي البريطاني: “لقد كرر الأهالي على مسامعي سؤالا واحدا: ما الذي حمل بريطانيا على الوقوف إلى جانب الإرهابيين”، مشيرا إلى أنه يترك الإجابة عن هذا السؤال للمؤرخين.
سيريان تلغراف