Site icon سيريان تلغراف

روسيسكايا غازيتا : العقدة السورية

تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الى الوضع حول مدينة حلب وتفدم القوات السورية ووحدات حماية الشعب الكردي، مشيرة الى تصريح وزير الدفاع التركي بأن مسألة إرسال قوات الى سوريا لم تدرس.

جاء في مقال الصحيفة:

كانت تصريحات وزير الدفاع التركي عصمت يلماز بشأن عدم وجود قرار بإرسال قوات تركية الى سوريا مفاجئة وغير متوقعة أبداً، خاصة انها جاءت على خلفية الاستعدادات العسكرية التركية وقصف المدفعية التركية لمواقع القوات السورية ووحدات حماية الشعب الكردي، مما تسبب في جرح حوالي 30 شخصا وتدمير بعض المباني.

المثير للاهتمام هنا هو ان هذه التصريحات جاءت على لسان وزير الدفاع وليس الدبلوماسيين. وما هو أكثر من هذا، كان وزير خارجية تركيا مولود تشاوش اوغلو أكد أن طائرات حربية سعودية قد هبطت في قاعدة انجرليك التركية للمساهمة في العمليات العسكرية في سوريا. بعد ذلك أكد تشاوش اوغلو انه “موعد العمليات البرية سيحين قريبا، عندها سنتمكن من ارسال جنودنا الى سوريا”. واضاف أنه يجب الاطاحة بالرئيس السوري بأي وسيلة.

هذه التصريحات تشير الى حالة نادرة في العالم: وزير دفاع في دور صانع سلام، ووزير خارجية متشدد عسكريا.

المناورات السعودية هي على الأرجح للضغط النفسي، حيث اسرعت الرياض إلى القول “بعد توصيات متكررة” من واشنطن إن قواتها لن تدخل الأراضي السورية إلا الى جانب القوات الأمريكية. وحاليا لا تبدو لدى الولايات المتحدة والناتو رغبة جامحة للتدخل في سوريا. فقد صرح سكرتير عام الناتو ينيس شتولتنبرغ بأن “الناتو لا يخطط لإرسال قوات برية الى سوريا لتسوية النزاع هناك”.

ولكن أنقرة ذهبت بعيدا جدا ولن تتراجع بسهولة عن موقفها بشأن العمليات البرية، حيث اتخذت موقفا متشددا معاديا للأكراد وهي تريد القضاء عليهم تماما، بغض النظر عن ان هذا يثير حفيظة الولايات المتحدة. ويبدو ان أنقرة ستلجأ بين فترة وأخرى الى قصف المواقع الكردية وتسمح بدخول المرتزقة الى سوريا عبر اراضيها.

يشير بعض الخبراء الى أن وسائل الاعلام التركية الموالية للحكومة، تنوي الترويج تعمداً للتدخل التركي في سوريا، بهدف منع تقدم أكراد سوريا باتجاه الحدود التركية. وفي هذا الصدد يقول المستشرق ميتين غورسان “هذا هو الهدف الحقيقي للتهديدات التركية في شأن القيام بعمليات عسكرية برية في سوريا”.

واقع الحال يؤكد ان ليس بإمكان الرئيس اردوغان التشاجر مع الولايات المتحدة التي تعتبر الأكراد “مقاتلين فعليين ضد المتطرفين”. لذلك يتوقع ان تكتفي أنقرة قريبا بإطلاق تصريحات ضد الرئيس السوري شخصيا، وارسال مخربين الى سوريا. كما يجب أن لا ننسى أن العسكريين الأتراك ومن ضمنهم مجموعة من الجنرالات سوف يعارضون ارسال قوات عسكرية الى سوريا، على الرغم من “تبجح” حزب العدالة والتنمية الحاكم. وإن تصريحات وزير الدفاع التركي لخير دليل على هذا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version