قال المحلل الاقتصادي إيليا راتشنكوف إن قرار دعم اليونان الصادر عن القمة غير الرسمية للاتحاد الاوروبي جاء كحل وسط لكن ذلك لن يصبح واقعا إلا في ظل تخفيف الشروط المسبقة حول الانضباط المالي في منطقة اليورو، واعتبر راتشنكوف، في لقاء مع “روسيا اليوم” في 25 مايو/أيار، أزمة اليونان محنة وإذا لم يستطع الاتحاد الاوروبي الخروج منها فسوف يؤدي ذلك إلى انهيار المنظومة الاوروبية بأكملها.
سيد إيليا.. قررت القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي دعم بقاء اليونان في منطقة اليورو ولكن بشرط التزامها بتعهداتها امام دول الاتحاد الاوروبي …كيف تقرأون مثل هذا القرار؟
هذا القرار يعتبر حلا وسطا… أنا شخصيا لاحظت التخفيف من حدة اللهجة تجاه اليونان واعتقد أن المقرضين مستعدون لتقديم المساعدات وتخفيف الشروط السابقة لحصول البلاد على المعونات المالية، لكنهم الآن بحاجة الى حكومة مستقرة ولا يريدون أن يجدوا انفسهم أمام امتناع هذه الحكومة عن الالتزام بتعهداتها التي وعدت بها، من الواضح انهم بحاجة الى اناس يدركون مسؤوليتهم ومستعدين للتنازل، كما يبدو لي أن التوصل الى اتفاق معهم في ظل تخفيف الشروط المسبقة امر ممكن، وهناك امكانيات مناسبة لذلك وهي تغير السلطة في فرنسا ففرنسوا هولاند ليس بالمتشدد فيما يتعلق بمسألة الانضباط المالي مثلما هي عليه انجيلا ميركل
ثانيا لديه استعداد لإعادة النظر في الاتفاقية المبرمة مع اليونان ومثل هذه الامزجة لوحظت كذلك في قمة الثماني الكبار فقد صرحت هناك ميركل انهم يتوقعون استئناف النمو الاقتصادي في اوروبا، وهذا امر لا يمكن أن يحدث الا في ظل تخفيف الشروط الخاصة في الانضباط المالي
انتقال عدوى الأزمة في اليونان الى دول اخرى كيف يمكن ان يؤثر في مستقبل الاقتصاد الاوروبي بشكل عام
لا يدور الحديث هنا عن اي احتمالات هذا الامر اصبح واقعا، ومن الواضح ان ما يجري في اليونان هو محنة واختبار في نفس الوقت لمنطقة اليورو.. هل يمكن ان تبقى منطقة اليورو ام لا؟.. وهل دول الاتحاد الاوروبي قادرة على تجاوز هذه الازمة الاولى في تاريخها ام لا؟.. أسئلة تبقى مطروحة في المستقبل المنظور . فاذا تم تجاوز هذه المحنة في ظل اصرار اليونان على الانفصال عن الاتحاد الاوروبي فان ذلك دليل على أن هذه المنظومة ليست ثابتة وأنه توجد مخاطر كبيرة للدول بالنسبة لاقتصادات الدول المنتمية اليها وستصبح عملة اليورو غير ثابتة واستخدامها في الحسابات وشراء اصول الشركات بها سيكون معرضا للخطر. اعتقد بأنه اذا لم يتم تجاوز هذه المحنة بنجاح فسيؤثر ذلك على كل منطقة اليورو الأمر الذي نراه اليوم.
3 وفي حال قررت اليونان العودة الى عملتها الوطنية كيف سينعكس ذلك على مستقبل الاتحاد الاوروبي
قبل كل شيء بتقديري سوف تهبط قيمة اليورو، والمستثمرون سيبدأون بسحب اموالهم من منطقة اليورو وستشهد البورصة هبوطا كبيرا، الا ان اسواق الديون بتقديري ستتأثر بدرجة أقل، وهذا الامر ربما سيؤدي الى زيادة الارباح والرهانات وبذلك ستصبح القروض أغلى وسيؤدي كل ذلك الى تباطؤ النمو الاقتصادي.
المصدر : روسيا اليوم