ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن التطورات على الحدود السورية-التركية تدل على استعدادات تركيا للتدخل عسكريا في سوريا.
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في مؤتمر صحفي عقده الخميس 4 فبراير/شباط: “لدينا معلومات موثوقة تدفعنا إلى الاشتباه بأن تركيا تجري استعدادات مكثفة للتدخل عسكريا في الجمهورية العربية السورية. ونلاحظ يوما بعد يوم مزيدا من الدلائل التي تشير إلى تحضير القوات المسلحة التركية لإجراء عمليات نشطة في أراضي سوريا”.
وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أنه سبق لوزارة الدفاع أن نشرت أشرطة فيديو تظهر قصف مناطق سورية مأهولة في ريف اللاذقية الشمالي من قبل مدافع تركية ذاتية الحركة.
وأعرب عن المسؤول العسكري الروسي عن استغرابه من صمت ممثلي البنتاغون وحلف الناتو وما يسمى المنظمات الحقوقية المعنية بوضع حقوق الإنسان في سوريا، بعد نشر تلك المواد المصورة، على الرغم من أن موسكو دعتهم إلى الرد على مثل هذه الانتهاكات.
وأعاد إلى الأذهان أنه سبق لوزارة الدفاع الروسية أن كشفت كافة العمليات الاستطلاعية في منطقة الشرق الأوسط. وشدد قائلا: “لذلك إذا كان البعض في أنقرة يعتقدون أن القرار التركي بمنع مراقبين روس من تنفيذ طلعة مراقبة فوق أراضيها سيساعدهم في إخفاء شيء ما، فإنه تصرف غير مهني على الإطلاق”.
وأكد كوناشينكوف أن الجانب الروسي يعتبر قرار أنقرة إلغاء التحليق الذي كان من المقرر تنفيذه في إطار اتفاقية “السماء المفتوحة” الدولية في الفترة 1-5 فبراير/شباط الجاري سابقة خطيرة للغاية ومحاولة لإخفاء أنشطة عسكرية غير شرعية عند الحدود مع تركيا.
وأوضح أن مجموعة من المراقبين الروس وصلوا مطار اسكي شهير التركي يوم الأربعاء وسلموا العسكريين الأتراك معلومات عن المسار المخطط لها للتحليق. لكن ممثلي وزارة الدفاع التركية لم يسمحوا بالتحليق فوق المناطق المحاذية لأراضي سوريا والمطارات التي تنتشر فيها طائرات تابعة لدول أعضاء في حلف الناتو، دون أن يقدموا أي إيضاحات معقولة بشأن هذا الموقف.
وشدد المسؤول العسكري على أن روسيا لن تترك هذا الانتهاك التركي لاتفاقية “السماء المفتوحة” بدون رد، مؤكدا أن مثل هذه الخطوات من جانب دولة عضو في حلف الناتو، لا تساهم في تعزيز الثقة والأمن في أوروبا.
كوناشينكوف: الجانب الروسي لم يتلق حتى الآن أي أدلة حول الاختراق المزعوم للأجواء التركية
كما نفى كوناشينكوف المزاعم التركية حول تسليم أنقرة للجانب الروسي مواد حول الانتهاك المزعوم للأجواء التركية من قبل طائرة عسكرية روسية من مجموعة الطائرة المشاركة في العملية العسكرية بسوريا.
وتابع الناطق الصحفي تعليقا على تصريحات تركية جديدة يوم الخميس حول تسليم موسكو مواد حول انتهاك الأجواء التركية. وشدد قائلا: “إننا لم نتلق أي مواد عبر قنوات عسكرية أو دبلوماسية”.
وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أنه ليس أول اتهام كاذب توجهه أنقرة إلى مجموعة الطائرات الروسية في سوريا بهذا الشأن.
وأضاف: “يؤكد ذلك مرة أخرى أن القصة كلها حول انتهاك المجال الجوي التركي مختلفة وليست إلا مسرحية استفزازية سيئة الإخراج”.
الطائرات الروسية في سوريا أغارت على نحو 900 موقع للإرهابيين منذ مطلع فبراير
ميدانيا لفت اللواء إيغور كوناشينكوف الى أن سلاح الجو الروسي نفذ منذ بداية فبراير/شباط الجاري 237 طلعة حربية ضرب خلالها نحو 900 منشأة للإرهابيين في 5 محافظات سورية.
وبين أن الطائرات الروسية ضربت من 1 حتى 3 فبراير/شباط “875 منشأة تابعة للمنظمات الإرهابية في أرياف حلب واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور”.
كما أضاف أن “وزارة الدفاع الروسية تسمع في الأيام الأخيرة مجددا اتهامات سخيفة تزعم شن الطائرات الروسية ضربات في الأراضي التي لا توجد فيها أبدا مجموعات إرهابية. خصوصا خارج الرقة، التي يُزعم أن طائرات ما يسمى بالتحالف الدولي لا تحلق فيها ولا تشن ضربات”، مؤكدا أن طائرات التحالف الدولي شنت 12 خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري فقط 12 ضربة صاروخية قوية ضد مختلف الأهداف في أرياف حلب وحمص والرقة والحسكة ودير الزور.
“جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” شكلتا مجموعة مراهقين انتحاريين
في سياق آخر، نقل المتحدث باسم الوزارة الروسية عن ممثلي المعارضة السورية تأكيدهم أن تنظيمي “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” تجهزان انتحاريين مراهقين لتنفيذ أعمال إرهابية في أرياف دمشق وحمص واللاذقية.
وأضح كوناشينكوف أن “المعلومات التي حصلنا عليها من ممثلي المعارضة السورية في ريف إدلب تشير الى أن مسلحي المجموعتين الإرهابيتين “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” شكلتا مجموعة مراهقين خضعت لدورة تدريبية خاصة”.
وتابع قائلا إنه “يتم التخطيط لاستخدامهم في ارتكاب أعمال إرهابية ضد مواطنين آمنين في أرياف دمشق وحمص واللاذقية”، مشيرا الى أن الأكبر منهم يكاد يبلغ 16 سنة والأصغر 14 سنة.
المسلحون يتكبدون خسائرا كبيرة شمال سوريا
وفي ما يخص الوضع الميداني شمال سوريا، أكد كوناشينكوف أن هناك خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الذين بدأوا الانسحاب باتجاه الحدود التركية.
وذكر أن زعماء العصابات المسلحة يضطرون الآن الى تركيز جهودهم الأساسية على إجلاء مصابيهم المسلحين واستئناف السيطرة على الوضع.
وكانت قوات الجيش السوري ولجان الدفاع الشعبي قد فكت أمس الثلاثاء الحصار عن بلدي نبل والزهراء في الريف الشمالي من حلب، اللتين تقعان على بعد 15 كلم فقط عن الحدود التركية.
سيريان تلغراف