Site icon سيريان تلغراف

النرويج .. عشرات المهاجرين يفرون من مركز لطالبي اللجوء خوفا من ترحيلهم

فر أكثر من 40 مهاجرا من مركز لطالبي اللجوء في مدينة فادسو شمال النرويج خلال الأيام الأخيرة، خوفا من ترحيلهم، حسبما أفادت إحدى الصحف المحلية نقلا عن إدارة المركز.

وفي مركز آخر يقع في مدينة كيركنيس الحدودية، أعلن عشرات من طالبي اللجوء الذين وصلوا النرويج عبر الأراضي الروسية الخريف الماضي إضرابا عن الطعام الاثنين 18 يناير/كانون الثاني، احتجاجا على خطط الحكومة لترحيلهم إلى روسيا.

حالة من الذعر

وبحسب وسائل إعلام نرويجية، فإن حالة من الذعر تنتاب هؤلاء المهاجرين من دول الشرق الأوسط الذين اتخذوا العام الماضي ما يعرف بـ”الطريق الشمالي” الذي يمر بموسكو ثم مدينة مورمانسك (شمال غربي روسيا) ثم بلدة نيكيل (على حدود النرويج) للوصول إلى أراضي المملكة الاسكندنافية. ويخافون من أن السلطات ستحاول خلال الأيام القادمة إبعادهم من النرويج، مؤكدين أن ليس لديهم أمل في أن تساعدهم روسيا. وتنوي النرويج نقل من رفضت طلبات لجوئهم إلى نيكيل ومورمانسك على متن حافلات وتقديم مبلغ مالي لهم قدره حوالي 100 دولار كي يستطيعوا شراء تذاكر إلى موسكو.

ويبلغ عدد الذين استفادوا من “الطريق الشمالي” للوصول إلى النرويج، أكثر من 5.5 آلاف شخص، معظمهم قدموا من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. ووفقا لتعديلات تم إدخالها مؤخرا على قانون الهجرة النرويجي، فإن لا أحد منهم يمكنه أن يعول على منح اللجوء في المملكة، باستثناء قاصرين من المهاجرين تعجز السلطات عن إيجاد ذويهم.

ما الذي ينتظر اللاجئين في روسيا؟

تصنف السلطات النرويجية روسيا كـ”دولة ثالثة آمنة”، حيث كان في مقدور المهاجرين تقديم طلبات لجوء لسلطاتها، لكنهم لم يستغلوا هذه الفرصة في سعيهم إلى الإقامة في النرويج بأسرع ما يمكن.

من جانبهم يعتقد نشطاء حقوق الإنسان أنه لا يجوز ترحيل اللاجئين إلى روسيا، وهو موقف دعمه الأسبوع الماضي فينسان كوشتيل، مدير المكتب الأوروبي للمفوض الأعلى الدولي لشؤون اللاجئين، والذي اعتبر أن “روسيا لا يمكن أن تعد بلدا آمنا بالنسبة للاجئين المحتاجين إلى حمايتهم”، أما النرويج فتستطيع قبول ما يزيد عن 31 ألف مهاجر قدموا إلى أراضيها خلال العام الماضي.

واحتدم النقاش حول هذا الموضوع إلى حد أن البرلمان النرويجي طالب سولفي ليستيوغ، وزيرة شؤون الهجرة والاندماج، بتقديم تقرير للنواب حول هذه المسألة.

الموقف الروسي

يزداد مصير معظم طالبي اللجوء القادمين من روسيا غموضا بسبب أن الجانب الروسي يشير إلى أن غالبتهم لا يمكن إعادتهم إلى أراضيها، كما هو حال حاملي التأشيرات السياحية وتأشيرات الزيارة، لم تكن روسيا بالنسبة إليهم سوى دولة ترانزيت في طريقهم إلى النرويج، أو أشخاص حاولوا الحصول على اللجوء هناك بعد أن وجهتهم هيئة الهجرة الفدرالية لمغادرة روسيا.

ولا تزال موسكو وأوسلو تجريان حوارا حول هذا الموضوع في محاولة منهما لإيجاد حل وسط لتسوية الخلاف حول تفسير بنود الاتفاق بخصوص استعادة الأشخاص الذي عقدته روسيا والنرويج في عام 2007.

مع ذلك فقد نجحت السلطات النرويجية في إعادة ما يزيد عن 400 من طالبي اللجوء الذين كانت لديهم تأشيرات طويلة الأمد، أو حق إقامة أو وثائق أخرى توفر أساسا لإقامتهم في روسيا لمدة طويلة.

وفي وقت سابق أعلنت السلطات النرويجية المعنية بشؤون الهجرة نيتهم ترحيل طالبي اللجوء من أفغانتستان الذين يشكلون معظم المهاجرين الذين وصلوا إلى النرويج عبر الأراضي الروسية.

سيريان تلغراف

Exit mobile version