نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا التقطت من الجو والفضاء تدحض مزاعم منظمة العفو الدولية والمرصد السوري لحقوق الإنسان حول استهداف منشآت مدنية في سوريا بغارات روسية.
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية خلال مؤتمر صحفي عقد الجمعة 15 يناير/كانون الثاني إن أهم وسائل الإعلام الغربية نشر أكاذيب حول العملية العسكرية الروسية في سوريا نقلا عن “نشطاء حقوقيين”، علما بأن الحديث يدور عادة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن.
وأعاد في هذا السياق إلى الأذهان الخطأ الذي وقعت فيه منظمة العفو الدولي عندما اعتمدت على مثل هذه المعلومات المفبركة في أحد تقاريرها، إذ قالت أنها تلقت تلك المعلومات عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي.
وذكر بأن المنظمة زعمت في تقريرها المذكور أن غارة روسية استهدفت يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول مسجد عمر بن الخطاب في جسر الشغور بريف إدلب، ما أسفر عن سقوط مدنيين. لكن صورا التقطتها طائرات بدون طيار روسية يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول تظهر المسجد وهو سالم ولا توجد أي دلائل على تدميره.
وتابع أن وزارة الدفاع الروسية حللت أيضا ما جاء في تقرير العفو الدولية حول غارات روسية مزعومة على سوق في وسط بلدة أريحا يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني. وعرض كوناشينكوف على الصحفيين صورا التقطت قبل 29 نوفمبر/تشرين الثاني، وتظهر أن المباني في المنطقة المذكورة كانت مدمرة قبل موعد الغارات المزعومة بفترة طويلة، ويبدو أن تدميرها جاء جراء معارك شوارع.
وأشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر الأسبوع الماضي في موقعه خبرا عن استهداف مدرسة في بلدة عين جارة في ريف حلب الغربي من قبل طائرات روسية، ما أسفر عن مقتل ما بين 8 و20 شخصا. وعلى الرغم من أن المرصد لم يذكر أي تفاصيل عن المدرسة المستهدفة أو أسماء القتلى والمصابين، إلا أن الخبراء العسكريين الروس درسوا صورا للمدرسة المدمرة نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، واستنتجوا أن طابع الدمار الذي لحق بالمدرسة يشير إلى أنها تعرضت لضربة بصاروخ “جو-ارض”. ولا يستخدم سلاح الجو الروسي مثل هذه الصواريخ خلال حملته في سوريا، لكن الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن تستخدم تلك الصواريخ في سوريا والعراق، على حد سواء.
وذكر كوناشينكوف بأن أكثر من عشر طائرة تابعة للتحالف الدولي، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، كانت تنفذ مختلف المهام القتالية فوق ريف حلب في اليوم الذي تم فيه استهداف المدرسة.
وتابع أن قيادة التحالف لم تكشف عن الأهداف التي تم ضربها في ريف حلب على الرغم من أن طائرات التحالف تعمل في تلك المنطقة على نطاق يومي بدءا من 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وشدد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية قائلة: “في حال وجود خطر سقوط ضحايا مدنيين، يمتنع سلاح الجو الروس حتى عن التخطيط لتوجيه ضربات إلى مثل هذه الأهداف. أما التحالف الغربي فيعتبر مقتل 49 مدنيا أمرا قليل الأهمية”.
وأعاد إلى الأذهان أن مراسلة “CNN” باربرا ستار العاملة في البنتاغون نقلت عن ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية قولهم أن القيادة العسكرية الأمريكية تتخذ القرارات بتوجيه غارات جوية، شريطة الا تتجاوز حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين 50 شخصا.
سيريان تلغراف