Site icon سيريان تلغراف

نيزافيسيمايا غازيتا : يحاولون اخراج الأسد من اللعبة عبر المساعدات الانسانية

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى جلسة مجلس الأمن الدولي الاستثنائية المغلقة المكرسة لدراسة الأوضاع الانسانية ومشكلة الجوع في القرى والبلدات المحاصرة.

جاء في مقال الصحيفة:

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استثنائية مغلقة مكرسة لمناقشة الأوضاع الانسانية في سوريا ومشكلة الجوع في القرى والبلدات المحاصرة. وقد اتهمت القوات السورية النظامية باستخدام تكتيك “الجوع أم الاستسلام”. ويمكن ان يؤدي هذا الأمر الى فشل مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية وبشار الأسد المقررة يوم 25 من الشهر الجاري.

وقد حث نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ستيفن أوبراين في ختام الجلسة الاستثنائية التي عقدت بطلب من اسبانيا ونيوزيلندا، المعارضة التي تسيطر على مدينة مضايا، والقوات الحكومية التي تحاصرها منذ ستة أشهر الى توفير ممر انساني لخروج 400 جائع من المدينة.

من جانبه صرح ممثل الأمم المتحدة منسق الشؤون الانسانية في سوريا، يعقوب الحلة لوكالة رويتر بالقول “لقد رأينا بأعيننا الناس المنهكين غاية الإنهاك”. أما الدكتور محمد يوسف رئيس الفريق الطبي المحلي فأعلن عن موت 67 شخصا بسبب الجوع أو عدم توفر المستحضرات الطبية والأدوية.

وحسب قول يعقوب الحلة، تعاني من أوضاع سيئة ايضا، إضافة الى مدينة مضايا، بلدتا الفوعة وكفريا المحاصرتان. ولكن تمكنت منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري من ايصال مساعدات انسانية الى البلدتين. وأضاف أن هناك 15 مدينة وقرية في سوريا محاصرة حاليا يعيش فيها 400 ألف نسمة. أما ممثل نيوزيلندا جيرارد فان بوهمن، فقال “ان تكتيك محاصرة المدن هو من أسوأ ميزات النزاع السوري”.

وبحسب لجنة الأمم المتحدة، يستخدم في سوريا الحصار “المنسق ودون رحمة” بهدف اجبار السكان على الاستسلام او تحمل المجاعة.

حكومة الأسد تنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، ويقول وزير شؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، ان المعارضة نفسها تعرقل وتمنع وصول المساعدات الانسانية.

هذه الأزمة تخلق خلفية سلبية عشية لقاء جنيف المقرر في 25 من الشهر الجاري. فقد اعلنت المعارضة في الأسبوع المنصرم بأنها لن تشترك في المفاوضات إلا بعد رفع الحصار عن المدن. أي ان جميع الجهود الدبلوماسية التي بذلتها موسكو وواشنطن ضمن اطار عملية فيينا قد تذهب سدى. إضافة لهذا يمكن ان تتطور الاتهامات الى اتهام الأسد بإبادة الشعب، مما سينهي مستقبله السياسي تماما.

وهنا تقول الاستاذة في الجامعة الروسية للعلوم الانسانية، بولينا زيمسكوفا، إن تصريحات كهذه قبيل المفاوضات من شأنها “زعزعة الأوضاع وإحداث انفجار سياسي”. ولكن ليس من السهولة بمكان اتهام الأسد بصورة علنية بإبادة الشعب السوري لأن “هذا وفق القانون يتطلب اثباته سنوات طويلة”.

من جانبه اشار مدير مركز شراكة الحضارات التابع لمعهد الدراسات الدولية في الخارجية الروسية فينيامين بوبوف إلى أنه “يقترب موعد تحديد تاريخ بداية المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، وكلما اقترب الموعد، ازدادت شراسة المعارضة، لأنهم اصبحوا في وضع صعب. المعارضة مقسمة ولا يمكنها تجاهل نجاح القوات الحكومية والموقف الدولي الذي يضعف موقفها. وعند عدم وجود برنامج بناء، الشيء الوحيد الذي يبقى هو اتهام الخصم”.

واضاف، ان اتهام الأسد بإبادة شعبه لا أساس له من الصحة، بل على العكس سمحت السلطات بمرور قافلة مساعدات انسانية واعلنت الهدنة، “مثل هذه الهدنة ستتكرر مما سيدفع العديد من مسلحي المعارضة الى محاربة الجهاديين جنبا الى جنب مع القوات الحكومية”.

من جانبه اتهم ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الولايات المتحدة بتدمير البنى التحتية والمراكز الصناعية المهمة للنفط والغاز، “وهذه الهجمات الجوية هدفها تدمير إمكانيات الشعب السوري ومنع تطور البلد واعادة بنائه”.

طبعا الولايات المتحدة لا توافق على هذه الاتهامات، وتؤكد ان الغارات الجوية التي تقوم بها طائرات الائتلاف قلصت بنسبة 40 بالمائة سيطرة “داعش” على اراضي تواجدها في العراق وبنسبة 20 بالمائة في سوريا.

وتشير قناة “سي ان ان” التلفزيونية، الى ان الطيران الأمريكي دمر “ملايين الدولارات” التي كانت موجودة في خزانة “داعش” بمدينة الموصل.

سيريان تلغراف

Exit mobile version