تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى الأحداث التي تشهدها الساحة السورية، مشيرة إلى أن الرياض أحبطت المحاولات الجارية بشأن التسوية بعد مقتل قائد “جيش الإسلام”.
جاء في مقال الصحيفة:
يأمل الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة ستفان دي ميستورا أن تنعقد الجولة الرابعة من لقاءات فيينا بشأن تسوية الأزمة السورية في الـ25 من يناير/كانون الثاني 2016 المقبل، ولكن اختلاف مواقف روسيا وتركيا قد يؤدي إلى تأجيلها، وأكثر من هذا تسبب مقتل قائد مجموعة “جيش الإسلام” في تأزم العلاقات بين موسكو والرياض، وإلغاء زيارة الوفد الروسي للمملكة في مهمة سرية.
وكان الوفد الروسي برئاسة ألكسندر لافرينتيف، ممثل الرئيس بوتين لتسوية الأزمة السورية وعضوية دبلوماسيين وممثلين عن الأجهزة الأمنية قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي في مهمة سرية حيث التقى مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي يوسي كوهين.
وتشير صحيفة “هارتس” إلى انه جرى الحديث خلال هذا اللقاء حول سبل وقف إطلاق النار في سوريا، حيث أكد الجانب الإسرائيلي على ضرورة اتخاذ روسيا الإجراءات اللازمة لمنع وصول الأسلحة إلى “حزب الله” في لبنان.
كما زار الوفد الروسي خلال جولته الشرق أوسطية كل من العراق والأردن ومصر، ولكنه ألغى زيارته للمملكة السعودية بعد مقتل زهران علوش قائد مجموعة “جيش الإسلام” التي تدعمها المملكة، ومعه 20 من قادة المجموعات المسلحة بينهم ناصر شامير قائد “فيلق الرحمن” وممثلين عن مجموعة “أحرار الشام”، نتيجة غارات جوية للطيران السوري، ولكن المعارضة تؤكد مشاركة الطائرات الروسية في هذه الغارات.
ويقول رياض حجاب رئيس لجنة المعارضة السورية في مفاوضات تسوية الأزمة السورية، إن مقتل علوش سيؤثر حتما على عملية التسوية في سوريا. وهذا ما يؤكده تأجيل إجلاء مسلحي “داعش” وعوائلهم من دمشق وتأمين ممر آمن لخروجهم إلى مدينة الرقة عبر المناطق التي يسيطر عليها “جيش الإسلام”، حسب وكالة رويتر.
ولم تعلق روسيا على اتهامها بمقتل علوش، ولكنها فندت تنفيذ طائراتها غارات على مواقع مدنية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها نفذت خلال 3 أشهر 5240 طلعة جوية. كما أكد قائد القوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بونداريف أن الطائرات الروسية خلال هذه الفترة لم تهاجم أي موقع مدني مثل المدارس والمستشفيات، كما يدعي المسؤولون الأتراك.
يذكر أن أنقرة اتهمت روسيا بمهاجمة مواقع التركمان في سوريا، لذلك أسقطت قاذفة القنابل “سو – 24 ” فوق الأراضي السورية. كما أنه بسبب الفتور في العلاقات الروسية – التركية، رفضت تركيا الانضمام الى التحالف المضاد للإرهاب الذي يضم روسيا والعراق وايران وسوريا. فحسب تصريحات رئيس تركيا اردوغان الى قناة العربية، ان هذا الرفض سببه الأسد الذي لا يعتبره رئيسا شرعيا لسوريا. وقال “سوريا والعراق وايران وروسيا شكلوا تحالفا واقترحوا على تركيا الانضمام اليه. ولكني قلت للرئيس بوتين بأنه لا يمكنني الجلوس بجانب رئيس مشكوك في شرعيته”. واشار ايضا الى الخلافات الإيرانية التركية بشأن المسائل الإقليمية.
من جانبه يقول رئيس معهد الدين والسياسة، ألكسندر ايغناتينكو، “انا واثق من ان المملكة السعودية وقطر وقوى أخرى مثل تركيا المتحالفة مع الرياض والدوحة سيعملون من اجل نسف لقاءات فيينا بأي طريقة كانت. ولكن هناك مراكز قوى أخرى وخاصة روسيا والولايات المتحدة. المفاوضات عادة تكون عملية مطولة ومستمرة وليست جلسة واحدة. ومع ذلك انا متأكد من ان جولة جديدة من لقاءات فيينا ستنعقد، وان الذين يحاولون احباطها سيكون حالهم كما في المثل العربي “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”.
سيريان تلغراف