تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى اجتماع جامعة الدول العربية المخصص لدراسة شكوى العراق ضد تركيا، مشيرة الى أنه تحول ضد ايران.
جاء في مقال الصحيفة:
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة مكرسا لمناقشة طلب بغداد بشأن الغزو التركي للأراضي العراقية. ولكن تم في اللحظة الأخيرة تغيير جدول عمل الاجتماع ليصبح مضادا لإيران.
ويذكر ان وحدات من القوات التركية معززة بالآليات المدرعة انتهكت السيادة العراقية واستقرت بالقرب من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى. وقد بررت انقرة هذا العمل بأنه لحماية الخبراء العسكريين الأتراك الذين يدربون مقاتلي البيشمركة الأكراد على محاربة “داعش”. أما بغداد فقد اعتبرته غزوا لأراضيها وقدمت شكوى الى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مما اضطر أنقرة إلى سحب هذه الوحدات إلى شمال العراق.
طالب وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري بانسحاب كامل للقوات التركية من الأراضي العراقية فورا. كما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره التركي إلى اتخاذ ما يلزم لتخفيف حدة التوتر.
يقول رئيس معهد دراسات الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو حول هذا الموضوع “التوتر مستمر والمشكلة لم تحل. أما بالنسبة للدول العربية، فهي تبني هياكل دفاعية ضد غير العرب وبالدرجة الأولى ضد ايران وتركيا”.
ولكن قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ في القاهرة حصل توسيع جوهري في جدول أعماله. فمثلا، وبمبادرة من دولة الامارات العربية المتحدة، ناقش الوزراء موضوع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وخاصة في العراق. إضافة لهذا ناقش الاجتماع بطلب من قطر مسألة اختطاف مواطنين قطريين في العراق بينهم أحد افراد العائلة الحاكمة. تمخض الاجتماع في النهاية عن اصدار بيان يستنكر الغزو التركي للأراضي العراقية والتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية.
كان موقف العراق صعبا في هذا الاجتماع منذ بدايته، لأن اعضاء جامعة الدول العربية لم يكن في نيتهم الوقوف ضد تركيا. بل على العكس من هذا أصبحت أنقرة أحد الحلفاء الأساسيين للعالم العربي بدعم من قطر والمملكة السعودية.
تدل على هذا حسب رأي ايغناتينكو أولا- “الرياض قدمت عميلها رئيس اقليم كردستان ليدافع عن تركيا ضد اتهامات روسيا بشأن تجارة النفط المهرب مع “داعش”. أما قطر فقد وعدت تركيا بتزويدها بالغاز”. هذه المسألة في ضوء فتور العلاقات الروسية – التركية، بالنسبة لاردوغان لها اهمية خاصة وكبيرة، إضافة الى ان تركيا تبني قاعدة عسكرية في قطر.
استنادا الى هذه الأمور لم يكن متوقعا صدور اتهامات شديدة ضد تركيا في هذا الاجتماع، يقول ايغناتينكو “هذا الحلف (يمكن نسميه الثلاثي) موجود فعلا ويضم تركيا والمملكة السعودية وقطر، حيث يتعزز التعاون بينهم. ولكن يجب ألا ننسى امرا مهما وهو العلاقة بين الرياض ودوحة، اللتين تتنافسان فيما بينهما حتى درجة العداء، أي يجب أخذ هذه المسألة بالاعتبار قبل الحديث عن تحالف السعودية وقطر. من هذا يظهر ان الملكيات العربية ليست موحدة، بل هي متضادة وتتخذ مواقف مختلفة من القضايا السياسية”.
تركيا لا تنوي سحب قواتها من العراق، لأنها تخطط لضم اجزاء من العراق وسوريا. لذلك عززت من دعمها لمسعود البرزاني الذي ينوي اجراء استفتاء عام بشأن الانفصال عن العراق وانشاء دولة كردية مستقلة. كما زادت المساعدات المالية لحكومة اربيل بعد انخفاض المبالغ التي تخصصها بغداد. بهذا الشأن يقول نائب رئيس حكومة كردستان قوباد طالباني، “اكثر الأزمات التي تشكل خطرا على مستقبل كردستان هي الأزمات الاقتصادية”.
يضيف ايغناتينكو، “تركيا منذ زمن تتمنى ضم اجزاء من العراق وسوريا، لذلك كل ما تفعله هدفه تحقيق هذه الأمنية، ولكن هذا لا يمكن تحقيقه إلا في حالة تفكك العراق وسوريا وهو ما تساعد عليه تركيا بكافة السبل والإمكانيات”.
سيريان تلغراف