“وكأن على رؤوسهم الطير”. ربما هذا هو الوصف الأدق لحالة ضيوف السفارة الأمريكية في بغداد الذين جاؤوا للمشاركة بإحتفال إفتتاحها، بعد ان صدح في أرجاء القاعة النشيد العراقي المعتمد أثناء فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد انتشر تسجيل فيديو في الإنترنت يُظهر حالة الذهول التي أصيب بها الحضور، منذ النوتة الأولى للنشيد العراقي السابق “أرض الفراتين” الذي ألغي بعد سقوط نظام صدام حسين على يد القوات الأمريكية في عام 2003، بعد ان كان النشيد الرسمي للبلاد منذ عام 1979، ليحل عوضاً عنه نشيد “موطني” نشيدأ للعراق الجديد.
وقد أصغى الحضور للنشيد القديم في السفارة الامريكية الجديدة لمدة 15 ثانية دون ان يحرك أي منهم ساكناً، الى ان بدأت تتعالى أصوات البعض مطالبة الفرقة الموسيقية بالتوقف وعزف النشيد الصحيح، فيما سادت لثوانٍ حالة من البلبلة في صفوف المدعوين، ومن بينهم مسؤلون في الحكومة العراقية ، بحسب ما أفادت به مواقع إلكترونية محلية.
وقد تفاعل العديد من المهتمين مع الحدث الذي وصفه أحدهم بمفاجأة الموسم، إذ قال بعضهم ان الأمريكيين ليسو على هذه الدرجة من الغباء بحيث لم يميزوا بين النشيدين، وانهم أوعزوا عمدا للمشرفين على الحفل بأن يُعزف “أرض الفراتين” أولاً ومن ثم “موطني “.
الملفت من وجهة نظر البعض ان الفرقة عزفت النشيدين بحرفية متناهية مما يدل على انها تدربت على عزفهما بشكل متوازٍ، وإلا لما تمكنت من عزف “موطني” بنفس الدقة التي عُزف بها النشيد القديم، الذي أصبح يوصف بأنه نشيد صدام حسين.
وفي شأن آخر يصل بين العراقيين والأمريكيين أيضاً، إختارت صجيفة “نيويورك تايمز” حفيد الرئيس العراقي السابق مصطفى قصي صدام حسين كـ”أبرز طفل في القرن العشرين”، للشجاعة الفائقة التي أبداها في التصدي لقوات أمريكية حاصرت المنزل الذي كان يختبئ فيه في الموصل مع والده وعمه عُدي.
وأشارت الصحيفة الى ان مصطفى البالغ في حينه(عام 2003) 14عاماً “تحلى بشجاعة إستثنائية مقارنة مع من هم في سنه الآن، إذ لم يتراجع عن صد الهجوم بالسلاح، حتى بعد ان سقط والده وعمه قتيلين برصاص الأمريكان، وظل يقاتل إلى ان لقي حتفه، بعد ان نجح بقتل 13 جنديا أمريكيا على الأقل في قتال إستمر 6 ساعات.
وعن “المقاتل الشرس” مصطفى قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك “لوكان لدينا في بريطانيا مثله وقام بما قام به لصنعنا له تمثالاً في كل مدينة بريطانية، ولجعلنا من بطولته النادرة مادة يقرؤها تلاميذ المدارس، كي يكونوا على بينة من الصغر كيف تكون الرجولة وكيف تكون الشجاعة”، وفقاً لما تناقلته وسائل إعلام عربية.