في حادثة نادرة أعلنت اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012 ان الشعلة الأولمبية إنطفأت في اليوم الثالث من الرحلة التي قام بها الرياضي البريطاني المقعد ديفيد فوليت، في بلدة غريت تورينغتون في جنوب المملكة المتحدة. وقد دفع هذا الأمر المنظمين الى استبدالها بشعلة أخرى كي يتسنى لها إتمام الرحلة المزمعة في بريطانيا وأيرلندا المفترض ان تستغرق 70 يوماً.
الجدير بالذكر ان الشعلة الأولمبية كانت دائمأً محط أنظار العالم لما تحمله من رمزية، بدأت في اليونان القديمة حين سرقها بروميثيوس من زيوس ليهديها للبشر، مما أثار غضب زيوس الذي يعتبر بحسب الأسطورة اليونانية آلهة السماء والرعد والبرق.
وقد تم إعتماد الشعلة الأولمبية بصيغتها الحالية للمرة الأولى في أولمبياد برلين عام 1936 (ألمانيا النازية)، وكانت الفكرة تعود للضابط كارل ديم. وبحسب التقليد المعتمد يتم أخذ الشعلة من النار في مدينة أولمبيا بجنوب اليونان، تيمناً بالتقليد الإغريقي القديم.
وقد تعرضت الشعلة لأكثر من موقف سجله التاريخ الحديث. ربما أشهرها إنطفاؤها في أولمبياد مونتريال الكندية عام 1976 بسبب أمطار غزيرة. وقد تميزت الشعلة الأولمبية لهذا العام قبل البدء بالمنافسات، وذلك بتجميع النار وتحويلها الى شعاع ليزر، تم نقله الى مدينة أتاوا في القارة الشمالية بواسطة الأقمار الصناعية، ومنها واصلت الشعلة مسيرتها.
ومن المواقف الشهيرة التي رافقت الإفتتاحيات الأولمبية ما قام به جندي يوناني في لندن عام 1948 (أول أولمبياد بعد الحرب العالمية الثانية) قبل ان يوقد النار، إذ خلع البزة العسكرية ووضع سلاحه جانباً في إشارة الى حلول عهد السلام.
ويتذكر الكثيرون الحدث المرتبط بإشعال نار الأولمبياد قبل الإفتتاح في أكثر من سنة، وربما أشهرها الشعلة التي إنطلقت من الماء في سيدني/أستراليا عام 2000، وكذلك السهم الذي أشعل النار في إفتتاحية أولمبياد برشلونة/إسبانيا قبل 20 عاماً. وعلى الرغم من ان السهم لم يصب الهدف مما اضطر المشرفين على الحفل للجوء الى الخطة B في حالات كهذه، وهو ما لم تلحظه الغالبية العظمى ممن شاهدوا الحفل، إلا ان الكثير من المراقبين لا يزالون يتذكرون هذه اللحظة بعين الإعجاب بالفكرة الفريدة.