Site icon سيريان تلغراف

نيزافيسيمايا غازيتا : روسيا تهاجم على جبهتين

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الى مسألة انشاء ائتلاف دولي عريض لمحاربة الارهاب في سوريا، وتأزم العلاقات الروسية – التركية واختلاف المواقف بهذا الشأن.

جاء في مقال الصحيفة:

دعا الرئيس بوتين الى انشاء ائتلاف عريض في سوريا. كما اعلن انه لا يرغب بلقاء اردوغان ولا بتعاون وزارتي الدفاع في البلدين هذا مختصر ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في العاصمة الفرنسية، مركزا على وجوب إنشاء ائتلاف دولي عريض لمكافحة الارهاب في سوريا، وعلى ان روسيا مستعدة للعمل على جعل “المصالح الاقليمية والضيقة” في المرتبة الثانية إزاء ضرورة مواجهة الخطر الأكبر. ولكن انشاء هذا الائتلاف لم يتم حتى الآن “ما دام هناك من يستخدم بعض المجموعات الارهابية لبلوغ اهداف سياسية آنية”، وما دامت قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التوقف عن تسويق نفط الارهابيين حبرا على ورق.

لقد اصبحت مسألة شراء النفط من الارهابيين ورقة رابحة بيد موسكو في نزاعها مع انقرة، حيث اشار بوتين في المؤتمر الصحفي الى ان “لدينا من الأسباب ما يجعلنا نعتقد بأن اسقاط طائرتنا كان لحماية طرق نقل النفط الى تركيا”.

طبعا فند الرئيس التركي اردوغان من جانبه هذه الاتهامات وقال “إذا ثبت هذا فإن كرامتنا الوطنية تفرض علي الاستقالة. وفي نفس الوقت اسأل السيد بوتين، هل سيبقى هو؟”.

تقول نائبة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية آنا غلازوفا إن “تصريحات اردوغان عبارة عن خدعة سياسية. لأن المعلومات عن شراء تركيا النفط من “الدولة الإسلامية” ظهرت قبل اكثر من سنة، وأنا اعتقد ان هذه المسألة لا يمكن ان تتم بصورة سرية ودون علم السلطات التركية. لم تعلن روسيا هذا الأمر لأنها كانت تعتز جدا بعلاقاتها مع تركيا، ولأن موسكو كان يهمها مستقبل مشروع “السيل التركي”.

لقد عبر بوتين عن اسفه لأن “المستوى غير المسبوق” الذي ارتقت اليه العلاقات الروسية – التركية خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأ ينهار. وفي غضون ذلك رفض الرئيس بوتين لقاء اردوغان على هامش مؤتمر المناخ، لأن تركيا ترفض الاعتذار عن اسقاط الطائرة الروسية، في حين التقى الرئيس الأمريكي أوباما الذي اكد أن على روسيا “تتجنب اتخاذ الاجراءات التي تسبب المزيد من الصعوبات بين البلدين”.

لقد جمدت العلاقات بين موسكو وانقرة حتى على المستوى العسكري. فدعا رئيس وزراء تركيا احمد داود اوغلو الى فتح قناة للاتصال مع روسيا بغية تجنب وقوع حوادث جوية كما حصل لقاذفة القنابل الروسية “سو-24” (التي اسقطتها الطائرات التركية في الأجواء السورية). ولكن الكرملين رد على لسان السكرتير الصحفي للرئيس بوتين على هذا بقوله إن هذه القنوات كانت موجودة، “وكان هدفها تجنب وقوع مثل هذه المآسي. ولكن هذه القنوات لم تُسلَك ليس بجريرة الجانب الروسي. ان ما حصل يشير قبل كل شيء الى عدم وجود رغبة في استخدامها عند وقوع الحادثة”.

وتضيف غلازوفا إن “العلاقات الروسية – التركية تمر في مرحلة دراماتيكية هي الأشد وطأة في التاريخ الحديث، وهناك شعور بأن تصعيدها أمر متعمد بصورة هستيرية . فالتعاون فيما بين البلدين سيستمر، لأن السياسة ليست ثابتة ومواقفهما تبدأ بالتقارب تدريجيا. ولكن السؤال الرئيسي هنا ، متى سيحصل هذا”.

من جانبها تشير صحيفة التايمز، الى ان روسيا توسع تدخلها في سوريا، وانها تنوي انشاء قاعدة ثانية في منطقة الشعيرات ترابط فيها 50 طائرة وقوات (للاستخبارات والخدمات الخاصة).

سيريان تلغراف

Exit mobile version