تطرقت صحيفة “نوفييه إزفستيا” الى قرار ميركل ارسال وحدات عسكرية الى سوريا لمكافحة “داعش”، مشيرة الى انها المرة الأولى ترسل فيها ألمانيا هذا العدد الكبير الى خارج حدودها.
جاء في مقال الصحيفة:
أكدت برلين من جديد متانة علاقتها بباريس وقربها منها. فقد وعدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الرئيس الفرنسي هولاند أن ترسل، استجابة لطلبه دعم الجهود الآيلة إلى مكافحة “الدولة الإسلامية”، وحدات عسكرية ألمانية الى سوريا (1200 جندي وضابط). وهذه هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية ترسل فيها ألمانيا هذا العدد الكبير من افراد قواتها المسلحة الى خارج الحدود. ولكن هل سيكون بمقدور الوحدات الألمانية تنفيذ المهام المناطة بها؟
يقول المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية الجنرال فولكر فيكير الذي كان حتى وقت قريب رئيسا لهيئة الأركان العامة، ان ألمانيا تنوي ارسال وحدات عسكرية الى سوريا قوامها 1200 شخص للمساهمة في محاربة “الدولة الإسلامية”. وهذا القرار اتخذته المستشارة انجيلا ميركل استجابة لطلب هولاند في باريس يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
إن هذا لرقم قياسي بالنسبة للبوندسفير (القوات المسلحة الألمانية). صحيح أن ألمانيا سبق لها ان ارسلت وحدات من قواتها المسلحة (5000 شخص) الى أفغانستان من ضمن قوات الناتو لمحاربة الطالبان، ولكنها كانت ترسلهم على شكل دفعات صغيرة الى أن بلغ عددهم أخيرا خمسة آلاف عسكري.
وأضاف فيكير أن القوات الألمانية لن تشارك في العمليات الحربية ضد الارهابيين في سوريا، وان مهمتها ستنحصر في توفير المساعدات اللازمة لطائرات الاستكشاف والسفن الحربية، إلا أنه لم يحدد نوع هذه المساعدات. لذلك تبقى مسألة عدم مشاركتها في العمليات الحربية موضع شك.
ومن المعلوم ان ألمانيا ترسل 4-6 طائرات استكشاف من نوع “تورنادو” الى سوريا مهمتها تحديد مواقع الارهابيين، حيث تجري حاليا محادثات مع تركيا والأردن بشأن إمكانية استخدام قاعدة انجرليك الجوية في تركيا والقاعدة الجوية في عمان.
إضافة إلى هذا ستنضم سفن حربية ألمانية الى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول في البحر الأبيض المتوسط والسفن المرافقة لها. وحسب قول فيكير لن يشارك الطيارون الألمان، ضمن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، في الغارات على مواقع الارهابيين.
وليس مستبعدا عدم وصول الوحدات الألمانية الى تركيا والأردن، لأن هذا يتطلب موافقة البوندستاغ “البرلمان”. كما لا يُستبعد حصول “تمرد” في صفوف انصار ميركل، لأن قرار ارسال وحدات عسكرية ومعدات عسكرية الى اكثر نقاط العالم سخونة أثار استغراب المجتمع الألماني.
ووزارة الدفاع الألمانية تأمل معرفة قرار البرلمان قبل نهاية السنة الجارية لكي تتمكن من ارسال هذه الوحدات قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري الى الشرق الأوسط.
كما ان هناك معارضة داخل البرلمان لقرار ميركل، إضافة الى أن الجنرالات يشتكون من عدم كفاية تمويل القوات المسلحة.
ثمة ثلاثة ألوان تعبّر عن جاهزية المعدات العسكرية لخوض القتال حسب معايير الناتو. ولئن اكتسب عدد من الطائرات الألمانية اللون الأخضر (لون الجاهزية القصوى)، فسيكون من الصعب على الطائرات الألمانية، حسب قول قائد القوات الجوية الألمانية الجنرال كارل ميولنر، تنفيذ مهامها.
ويضيف أن مروحيتين فقط من أصل 33 طائرة مروحية من طراز NH90 كان بإمكانهما الطيران في سبتمبر/أيلول 2014، ومع ذلك يمكن ان تكون هناك فرقاطة واحدة وست طائرات جاهزة وبحالة جيدة.
سيريان تلغراف