يقبع نحو 400 طفل وقاصر فلسطيني، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تتراوح أعمارهم بين 11-17 عاما، بينهم أطفال وقاصرين صدرت بحقهم أحكام، وآخرون ما زالوا موقوفين.
ويأتي احتفال الأمم المتحدة يوم الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني، بالذكرى الـ 26 لتوقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1989، والذي جاء بناء على توصية من جمعيتها العامة، ليكون هذا اليوم يوما للتآخي والتفاهم بين أطفال العالم أجمع، وللعمل من أجل مكافحة العنف ضد الأطفال وإهمالهم واستغلالهم في كثير من الأعمال الشاقة التي تفوق طاقتهم.
وقد صرح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له يوم الجمعة، بهذه المناسبة أن 11 قاصرا صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، من بينهم ست فتيات قاصرات.
وأشار النادي إلى أن عددا من القاصرين والأطفال أصيبوا بالرصاص الحي أثناء اعتقالهم، ونقلوا إلى المستشفيات الإسرائيلية.
وأوضح النادي أن “العام الجاري شهد مئات من حالات الاعتقال التي نفذها الاحتلال بين صفوف الأطفال والقاصرين، كان أكثرها في أكتوبر/تشرين أول الماضي، ونوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث بلغ أعداد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية تشرين أول نحو 700 طفل وقاصر أغلبها في محافظتي الخليل والقدس، أغلبهم أفرج عنهم بشروط إما بكفالة مالية، أوحبس في المنزل كما يجري في حق أطفال وفتية القدس.
ووثق النادي من خلال زيارته للعديد من الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال، وأبرز الأساليب التي استخدمت بحقهم والتي تصنف كجرائم، منها إطلاق الرصاص الحي على الأطفال بشكل مباشر ومتعمد، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف لمدة يوم أو يومين وإبقائهم دون طعام أو شراب، علاوة على ذلك استخدام الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، واحتجازهم في سجون لا تصلح للعيش الآدمي مثل سجن “جفعون”.
وجدد النادي بمناسبة يوم الطفل العالمي، مطالبته للمؤسسات الدولية ومنها المختصة بحماية الطفولة بأن تتخذ موقفاً حيال جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتسعى للضغط من أجل الإفراج عن الأطفال والفتية الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر قطاع غزة “مستودع أطفال” حيث يوجد بين سكانه البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة نحو مليون فرد دون سن الثامنة عشرة، وهولاء لم يعيشوا حياة طبيعية على الإطلاق، حيث عاصروا أو مر على بعضهم أربعة حروب هي “غيوم الصيف”، وعملية “الرصاص المصبوب” ، وعملية “عامود السحاب” وعملية “الجرف الصامد” ، بالاضافة إلى 47 عاما من الاحتلال، وسنوات من الحصار الصارم منذ 2007.
وأودت هذه الحرب بحياة أكثر من 520 طفلا، وأصابت 3463، وشردت مئات الآلاف، ومازال حوالى 60 ألفا في ملاجئ مؤقتة بانتظار العودة إلى مكان ما يظللهم من مطر أو برد، والغالبية الساحقة إن لم يكن جميع أطفال غزة عاشوا تجارب عنف مباشر وبالتالي لا يمكن أن يكون نموهم طبيعيا دون علاجات نفسية طويلة المدى .
ويبقى أطفال سوريا كذلك يعيشون مأساة تتجاوزت حدود الوصف، فهم يعانون من جميع أنواع القهر والموت والتشريد والاقتلاع، فمن بين كل ثلاثة أطفال سوريين يتعرض واحد للعنف، وبلغ عدد الأطفال القتلى ما يزيد عن 10000 طفل، وهناك ما بين 12.2 مليون سوري بين مشرد ولاجئ ومحاصر بينهم 5.08 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات طوارئ، وذلك حسب تقرير خاص بالأطفال.
سيريان تلغراف