تفادى التحالف بقيادة الولايات المتحدة منذ بداية غاراته على سوريا ضرب المنشآت النفطية التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، تحت ذرائع مختلفة.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل فضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتصريحاته عن وجود صور للأقمار الصناعية الروسية التي تظهر اصطفاف صهاريج النفط على مد البصر؟
ما أن أعلن الرئيس الروسي على الملأ في ختام قمة العشرين في أنطاليا أنه قدم لنظرائه معلومات عن قنوات تمويل الإرهاب وعرض عليهم صورا فضائية تظهر أبعاد اتجار داعش بالنفط، حتى باشر التحالف بقيادة واشنطن بتكثيف البيانات والتصريحات عن ضرورة قطع شريان الحياة لـ “داعش”.
وبعد خروج إعلان لوزارة الدفاع الروسية مرفق بشريط فيديو عن استهداف المقاتلات الروسية في سوريا لـ 500 صهريج محملة بالنفط تابعة لـ”داعش” كانت متجهة من سوريا الى العراق، تسابقت واشنطن مع الزمن لتوزيع البيانات والتصريحات لتفاخر بإنجازاتها ضد داعش ومصادر تمويله.
يقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن بلاده ستواصل حملتها لمنع تهريب تنظيم “داعش” للنفط الذي يستخدمه لتمويل نفسه، ويضيف أن تقدما كبيرا حصل في الآونة الأخيرة في حرب التحالف على “داعش”. وتقول تقارير لوزارة الدفاع الأمريكية إن مقاتلات التحالف استهدفت 116 عربة صهريج في وقت سابق من الأسبوع الماضي، علما أن مثل هذه الأهداف كان التحالف الذي تقوده واشنطن يعتبرها خارج نطاق ضرباته.
ولم يغفل الوزير الأمريكي عن الدعوات لضرورة عدم التأخر في تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول فيما يتعلق بـ “داعش” والإرهاب، وذلك من أجل “التحرك والتعاون لدحر تنظيم داعش”، كما قال.
إذا، لماذا ترى الأقمار الصناعية الروسية، ما لا تراه نظيراتها الأمريكية؟
هل هو اعتراف بتقدم الأقمار الصناعية الروسية، أم أنه تغافل صريح للغرب على تمدد تنظيم “الدول الإسلامية”؟.
أسئلة ربما يستطيع الإجابة عليها من كان يروج لفكرة أن الانتصار على التنظيم “يحتاج لعشرات السنين”، بينما بات اليوم وبعد التدخل الروسي يؤكد على أن أيام التنظيم معدودة.
سيريان تلغراف | علي حسب جعفر