اعتبر الصحفي الألماني الشهير يورغين تودنهوفر أن الإسلام ليس السبب الرئيسي للإرهاب في أوروبا وإنما حروب الغرب التي أدت إلى بروز التنظيمات الإرهابية بالشرق الأوسط.
واكتسب هذا الإعلامي شهرة واسعة على نطاق عالمي عندما تمكن من الحصول على “الأمان” من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي لزيارة معاقل التنظيم، كما سبق له الصحفي أن أجرى لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد عام 2012.
ووجه تودنهوفر رسالة عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” للأوروبيين عموما والألمان خصوصا بعد الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها فرنسا وتبناها “داعش”.
وحمل تودنهوفر الغرب سبب اتساع فجوة الإرهاب، متهما إياه في مقتل وتعذيب الملايين من المسلمين معظمهم من النساء والأطفال في الشرق الأوسط على مدى عقود.
واعتبر تودنهوفر أن لفرنسا ماض أسود في هذه المنطقة، كقوة إمبراطورية وكمعتد عسكري، نافيا أن تكون لألمانيا نفس التوجهات.
وقال إن فرنسا كانت دائماً في المقدمة، والتاريخ يشهد بذلك، حيث قتلت مليون جزائري، وضربت قواتها بوحشية في قناة السويس وفي ليبيا وفي مالي، والكثير من البلدان الأخرى.
وأضاف أن “معظم الغربيين لا يهتمون لمن قتلوا من العرب، إنهم ليسوا سوى مسلمين يموتون..عدد لا يحصى من المدنيين يقتلون يوميا في سوريا، فهل نحزن عليهم ؟”.
الصحفي الألماني اعتبر أن الهجمات الإرهابية التي تتعرض إليها باريس هي نتاج سياسات فرنسا العنصرية الخاصة بالاندماج، حيث تمثل ضواحي المدن الفرنسية بؤرة للجريمة والإرهاب، مما سمح لتنظيم “داعش” بوجود حلفاء له بسهولة.
وأكد أن الذنب ليس ذنب الفرنسيين البسطاء، ولا ذنب الضحايا الأبرياء في باريس، “لكنه بالتأكيد ذنب أشخاص كساركوزي” حسب قوله.
إلى ذلك، أكد على ضرورة عدم مرور ألمانيا بنفس المحنة التراجيدية التي مرت بها فرنسا، وذلك بتكرس القيادات الألمانية لحلول ذكية وعادلة في الشرق الأوسط.
كما أن مسألة التوقف عن إيصال الأسلحة إلى مناطق الصراع في الشرق سيكون له مفعول إيجابي في استيعاب الأزمة الحالية التي يستغلها “داعش” للتوسع.
وقال الصحفي الذي ألف كتابا عن تنظيم “داعش” بعد أن زار معاقله في سوريا والعراق (الرقة – الموصل)، في رسالته المطولة على صفحته في “فايسبوك” إن أكثر من 99.9 من الخمسة ملايين مسلم في ألمانيا يرفضون “داعش”، والتنظيم يعتبر المسلمين الديمقراطيين الألمان عدوا لدودا.
وناشد كل القوى الرافضة للسلفيين والـ 99.9 % من المسلمين المعتدلين الألمان “فضلاً بادروا بالمساعدة، كي لا نمر بالظروف التي مرت بها بريطانيا وفرنسا، في العقود الماضية لم يسبق وأن قتل إسلامي واحد ألمانياً في ألمانيا”.
واستشهد بآيات من القرآن الكريم مؤكدا أنه “على المرء قراءة القرآن بقلبه لا بالكلاشنيكوف، ففي هذا الكتاب الكريم سيجد المرء تعليمات رائعة يمكن أن ينظم حياته وفقها، حسب تعبير الصحفي الألماني.
سيريان تلغراف