تطرقت صحيفة “كوميرسانت” الى كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء، مشيرة الى انه إذا كان هذا عملا ارهابيا، فإنه موجه ضد روسيا ومصر على حد سواء.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلنت السلطات المصرية القضاء على أحد قادة مجموعة “انصار بيت المقدس” الارهابية المرتبطة بـ “الدولة الإسلامية”. الغرب يصر على ان كارثة الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء وراءها هذه المجموعة الإرهابية.
أما الخبراء فواثقون من انه إذا كانت هذه الكارثة عملا ارهابيا، فإن منفذيه حاولوا توجيه ضربة ليس فقط الى روسيا، بل والى السلطات المصرية كذلك. وهذا التوضيح صحيح إذا اخذنا بالاعتبار العداء بين الرئيس السيسي وحركة “الاخوان المسلمين” المحظورة في مصر، إضافة الى مشاركة مصر في عمليات مكافحة “الدولة الإسلامية”.
فقد تمكنت القوات المصرية من القضاء على اشرف حسنين الغرابلي، احد قادة مجموعة “انصار بيت المقدس” التي كانت اعلنت ولاءها لـ “الدولة الإسلامية” سابقا، والمتهم بتنظيم عدد من الأعمال الارهابية ضد المدنيين والسياح في مصر.
جرت هذه العملية تزامنا مع التحقيقات الجارية بشأن كارثة الطائرة الروسية في سيناء يوم 31 اكتوبر/تشرين الأول المنصرم. لذلك اعتبرته جهات عديدة في الغرب عملا ارهابيا. فمثلا صحيفة التايمز البريطانية، استنادا الى مصدر في الحكومة لم تكشف اسمه، تؤكد ان سقوط الطائرة الروسية ناتج عن عمل ارهابي وانه من تنفيذ مجموعة “انصار بيت المقدس” التي اعلنت نفسها “ولاية سيناء”.
ويقول مدير معهد الدين والسياسة، الكسندر ايغناتينكو: “في العالم حاليا ما لا يقل عن 30 ولاية لـ “الدولة الإسلامية” و”ولاية سيناء” واحدة منها. هذه الولايات تتخذ قراراتها عادة بصورة مستقلة بشأن العمليات التي ستنفذها، ولكنها تعلن عنها وكأنها من تنفيذ “المنظمة المركزية””. وإيغناتينكو واثق من ان التأكيد على ان هذا العمل الارهابي نفذته مجموعة “انصار بيت المقدس” امر سابق لأوانه، واضاف “ان الأوضاع في سيناء غير واضحة تماما، أي ان الحادث يمكن ان يكون من تنفيذ هذه المجموعة أو من تنفيذ عملائها، الذين يتعاونون معها بصورة مباشرة أو غير مباشرة”.
ويشير اغناتينكو الى ان هؤلاء “العملاء” هم من المعارضين للرئيس السيسي – “الاخوان المسلمين”، الذين اطاح بهم من خلال انقلاب عسكري عام 2013 ومن ثم حظر نشاطهم في مصر. كما ان لروسيا علاقات شراكة مع النظام المصري، إضافة الى ادراجها حركة “الاخوان” و”الدولة الإسلامية” في قائمة المنظمات المحظورة في روسيا.
استنادا الى هذا نستنتج انه إذا كانت كارثة الطائرة الروسية نتيجة عمل ارهابي، فإن منفذيه استهدفوا ليس فقط روسيا، بل والقيادة المصرية ايضا. ولم يستبعد الخبير الروسي ان يكون خيار “العمل الارهابي” مرتبطا بمخطط اشراك مصر كدولة سنية رئيسية في المنطقة في الجهود الدولية المضادة لـ “الدولة الإسلامية”. وقال “إن اشتراك مصر أمر ضروري جدا لنجاح مبادرة موسكو بشأن تسوية الأزمة السورية”.
أما خبير مركز كارنيغي في موسكو، أليكسي مالاشينكو، فيقول ان هذه الكارثة وجهت ضربة قوية ومؤلمة الى مواقع عبد الفتاح السيسي، حيث حرم الاقتصاد المصري واردات السياحة البالغة مليارات الدولارات. ومع ذلك فإنه يشك في ان يكون هذا العمل من تنفيذ “انصار بيت المقدس” أو “الاخوان المسلمين”. فهذا العمل هو حسب رأيه من تنفيذ الاسلاميين الذين يقاتلون في سوريا، حيث لديهم أكثر من دافع للانتقام من موسكو.
سيريان تلغراف