Site icon سيريان تلغراف

تنظيم القاعدة والصواريخ الذكية.. لهذا السبب وبخ الأمريكيون آل سعود

قبل عام ونيف تقريباً تنبّأ السيد (مأمون الحمصي)، بأن القوات الأمريكية قادمة إلى سورية، ولديه معلومات بأن سلاح الجو الأمريكي سيقصف المقرات الأمنية بالصواريخ (الذكية) وبالتالي سقوط النظام.. والقيادة السورية حسب وصف الحمصي وغيره هي (نظام أمني)، حين تقصف مقراته الأمنية سيزول، وطبعاً هذه العبارة لم تكن من (فهلوية) مأمون الحمصي، ولكن قصة الصواريخ الذكية كانت قبل مأمون الحمصي حيث بدأت بتاريخ 1832011، وآخر استعمال لها كان على لسان بهلول الإعلام السعودي عدنان العرعور، حين أقسم بأنه لم يُقصف في طرابلس سوى سبعة مبان وبصواريخ ذكية أصابت شققاً سكنية دون أخرى، فما هي قصة الصواريخ الذكية، قبل أن ننتقل إلى القاعدة محور المقال، والأهم تصريحات القاعدة ضد آل سعود؟؟.

الصواريخ الذكية قبل سورية..؟

في المنطقة بدأ الكلام عن الصواريخ الذكية أثناء التحضير للعدوان على العراق، حين كان الأمريكي يوهم الشعوب بأن الحرب لن يسقط فيها أي مدني، ورغم أن (الأحمق) يدرك بأن نتائج احتلال العراق تركت خلفها ما يقارب من مليوني شهيد وملايين المشردين، ودمّرت كل البنية التحتية العراقية، ورغم ذلك تم استخدام ذات التروجان الإعلامي في سورية. علماً بأن استهداف سورية كان مختلفاً جوهرياً لأن سورية تختلف عن العراق اختلافاً جوهرياً، ففي العراق تمكن الأمريكي من تجنيد ضباط كبار في الجيش العراقي لم يقاتلوا مع صدام بل قاتلوا ضده إبان الهجوم الأمريكي ومنهم من لم يقاتل أبداً، بينما في سورية فشلوا وكان المطلوب تفكيك الجيش العربي السوري وبشكل خاص السيطرة على الوحدات الصاروخية قبل أي عمل عسكري ضد سورية، خصوصاً وأن الأمريكي يدرك جيداً نتائج عدوان تموز على لبنان والتي مفادها أن أي حرب شاملة في المنطقة لن تهدّد أمن الكيان الصهيوني فحسب بل تهدّد وجوده، ولا يمكن شنّ الحرب على سورية وجيشها متماسك ورئيسها يملك الزر الصاروخي، ولهذا السبب قام الكيان الصهيوني بأكبر أربع مناورات عسكرية بتاريخه قبل بدء تحضير العدوان على سورية، ولهذا السبب كانت الصواريخ الذكية أهم التروجانات الإعلامية التي استعملها عملاء نشر الإشاعات على الأرض السورية وفي الإعلام المعادي لسورية.

الصواريخ الذكية على لسان عملاء الناتو

درب عملاء الناتو على تحريك الاحتجاجات على الأرض، وعمليات التحريض كانت تصاعدية حسب البنية الفكرية للمستهدف من التحريض، تبدأ بالتحريض ضد النظام والدعوة للتظاهر، وفي حال الفشل تستهدف عزل المواطن عن تأييد قيادته من خلال نشر فكرة نحن (لا مع ولا ضد)، وفي حال فشل ينتقل إلى التخويف من القادم ومحاسبة كل من يؤيد النظام، وحين يفشل بكل الوسائل التي درب عليها، كان ينتقل الى إيهام المستمع له إلى أنه يركب الحصان الخاسر فهناك محكمة الحريري قادمة والأهم في القصة هي (معلومات مؤكدة مليون بالمية بأن الطائرات الأمريكية ستقصف المقرات الأمنية بصواريخ ذكية) و(هذه الصواريخ تدمر المقرات الأمنية ولا تؤثر على المدنيين حولها وسقوطها سيسقط النظام)، وطبعاً الكلام عن أن القيادة السورية هي نظام أمني وضرب المقرات الأمنية يعني سقوط هذا النظام، كان يستهدف إيهام المضللين بأن استهداف المقرات الأمنية سيؤدي إلى سقوط النظام وذلك بهدف جر الجيش إلى المدن واستنزافه، عبر محاصرة الوحدات العسكرية وضرب مساكن ضباطها كي تتمرد على أوامر قيادتها العسكرية وتحول المدن إلى مناطق منكوبة، ومن جهة ثانية هي دعوة صغار العقول إلى الدعوة لتدخل الناتو في سورية .

حين أصبحت الصواريخ الذكية انتحاريي القاعدة..!

ليس مستغرباً أن تبدأ القاعدة تفجيراتها في صحراء الجزائر بعد الإعلان عن خط غاز الصحراء الكبرى، وليس مستغرباً أن تبدأ القاعدة محاولة إشعال نيجيريا بعد توقيع الحكومة النيجيرية على عقد استخراج الغاز مع “غازبروم” الروسية، وليس مستغرباً أن تقوم القاعدة في العراق بعمليات الفصل الطائفي والعرقي، وليس مستغرباً أن يقوم تنظيم القاعدة بالدعوة إلى الجهاد في الصومال تحضيراً لدخول القوات الإثيوبية على أمل إخراج نفط جنوب السودان خارج أراضي الشمال، وليس مستغرباً الدعوة للجهاد في السودان تمهيداً لاتفاق نيفاشا لتقسيم السودان طائفياً، وذلك قد حصل على لسان قتيل القاعدة أسامة بن لادن نفسه في تلك الأيام، وليس مستغرباً أن يقوم تنظيم القاعدة في غزة بإطلاق صواريخ على مناطق غير مؤهولة ليرد الكيان الصهيوني بإستهداف أحد قادة المقاومة الفلسطينية، فتنظيم القاعدة لم يكن يوماً خارج سيطرة الاستخبارات الأمريكية، واستهداف السفارتين الأمريكيتين في إفريقيا وضرب البارجة الأمريكية في اليمن تبيّن أنها من عمل الموساد وليس القاعدة وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، وأما ضرب برج التجارة العالمي لم يعد يخفى على أحد علاقة الإستخبارات الأمريكية بضرب البرجين كحجة لفتح الحرب على الإرهاب وفرض بعض القوانين على الداخل الأمريكي، وحتى في سورية تبيّن أن ما وعدت به واشنطن من استهداف مقرات الأمن بالصواريخ الذكية لم يتعدَ انفجارات قادها انتحاريو القاعدة معظم ضحاياها من المدنيين، فتنظيم القاعدة ليس مخترقاً من قبل الإستخبارات الأمريكية بل هو إحدى خلايا الإستخبارات الأمريكية، وما وعد به السيد مأمون الحمصي تبيّن أنه لا يتعدى بعض التفجيرات الإرهابية، وحسب ما بشّر به مأمون الحمصي قبل عام فإن العدوان على سورية دخل ساعاته الأخيرة.

كلام لا بد منه..

قتل الكيان الصهيوني مئات الفلسطينيات ولم يتحرك تنظيم القاعدة ضد الكيان الصهيوني دفاعاً عن أي مسلمة فلسطينية، ولكن في العراق مقابل فتاة أفغانية رُجمت بسبب الزنا (قيل إنها كردية يزيدية قتلت لأنها أسلمت وهي ليست كذلك) قتل تنظيم القاعدة 550 عراقياً غالبهم من الأكراد كان يراد ترحيلهم لاستكمال الفصل السكاني بين المذاهب والقوميات لتقسيم العراق، وفي مصر لأجل فتاة قبطية قيل إنها أسلمت قام تنظيم القاعدة بعشرات التفجيرات والهدف هو الفصل المذهبي والتحضير للتقسيم الطائفي، وآخر تصريحات تنظيم القاعدة الأمريكي الهوى كان ضد آل سعود، وبعد (ضحكة شريرة) كوني من أوائل من بشّر بالتغيير القادم في السعودية بعد الانتخابات الأمريكية، وجب الإشارة الى أن استهداف آل سعود ليس تعجيلاً في وضع السعودية تحت المشرحة، بل هذا التهديد جزء من المفاوضات مع آل سعود حول سورية ولبنان، حيث دخلت واشنطن مرحلة الصواريخ الذكية (انتحاريو القاعدة) وهي آخر الأوراق الأمريكية ضد سورية.

التسريبات الهامة..؟

وفي التفاصيل سُرّبت معلومات مفادها أن السعودية اعترضت على إدخال لبنان في ساحة الصراع وذلك استناداً الى تجربة العام 2007 حين وصلت البوارج الأمريكية إلى السواحل اللبنانية ولم تنقذ إرهابيي 14 آذار الذين حاولوا استهداف سلاح الإشارة للمقاومة اللبنانية، واستناداً إلى هزائم واشنطن في سورية والعالم إجمالاً، كان هناك تحفظ سعودي على الخطط الأمريكية التي حملها فيلتمان إلى لبنان، فكان الرد الأمريكي على السعوديين مفاده (أننا في ورطة تجعلنا نتعامل بسياسة العصا دون الجزرة وتصريحات الظواهري أقل ما يمكن أن نقوم به)، وهنا فقط ولأول مرة أتفق مع آل سعود هو أن محاولة إشعال لبنان انتحار يسبق الانتخابات، وإذا كان اعتذار جنبلاط والحريري من القيادة السورية نتيجة عمل جيفري فيلتمان في لبنان، فلن أن أستغرب أن يبقى الحريري في فرنسا إلى جانب خدام ويلحق به جنبلاط وجعجع كنتيجة لزيارة فليتمان إلى لبنان في حال أصرّ الأمريكي على التصعيد.

جهينة نيوز

Exit mobile version