تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى مغادرة حلفاء الولايات المتحدة سماء سوريا، مشيرة إلى أن واشنطن قررت ردا على ذلك تعزيز قواتها في المنطقة وتكثيف طلعاتها الجوية.
جاء في مقال الصحيفة:
لا تستبعد واشنطن إرسال قوات إضافية إلى سوريا بهدف دعم ومساندة المعارضة المعتدلة التي تقاتل ضد “الدولة الإسلامية”، إضافة إلى تكثيف الغارات الجوية لطيرانها على مواقع الإرهابيين، بعد أن قرر حلفائها العرب تقليص مشاركتهم في هذه العمليات.
وقال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر في تصريح لقناة ABC “إذا وجدنا مجموعات إضافية (في سوريا) مستعدة لقتال “الدولة الإسلامية” وقادرة على ذلك انطلاقا من دوافع صحيحة، فإننا سوف نرسل وحدات عسكرية إضافية”. وأضاف أن الرئيس أوباما عبر عن الاستعداد لإرسال قوات إضافية إلى سوريا. وفي الوقت نفسه أكد كارتر ان الأمريكيين سيقومون بتدريب مسلحي المعارضة المعتدلة وتنسيق عملياتهم، دون المشاركة في العمليات القتالية، وقال كارتر “تنوي نخبة صغيرة تنفيذ ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة: معلوماتٍ استخباراتية، دعمٍ جوي وغير ذلك من الأمور التي تساعد القوى المحلية. هذه هي استراتيجيتنا”.
جاءت تصريحات كارتر هذه في اليوم التالي لكشف صحيفة “وول ستريت جورنال” خطط وزارة الدفاع الأمريكية بشأن تكثيف الهجمات الجوية في سوريا، والتي بلغت في العام الماضي حوالي 3 آلاف غارة نفذت طائرات الولايات المتحدة 95 بالمائة منها. وبهذا الشأن يقول الناطق العسكري الأمريكي في بغداد العقيد ستيف وارن “نحن لا نركز على عدد الضربات، بل نركز على النتائج”.
من جانبه يقول رئيس قسم الدراسات العسكرية والسياسية في معهد الولايات المتحدة وكندا فلاديمير باتيوك “إن تكثيف الولايات المتحدة لنشاطها في سوريا هو قبل كل شيء رد على العمليات الروسية، ورد فعل على الانتقادات التي وجهت إلى إدارة أوباما بسبب عدم فعالية سياساتها في منطقة الشرق الأوسط. ولكن حجم مشاركة الولايات المتحدة لا يزال محدودا. والقوات الأمريكية الخاصة التي كانت موجودة هناك في السابق أيضا سترسل حاليا إلى سوريا بصورة “علنية””.
ولكن الولايات المتحدة ستضطر إلى تنفيذ هجمات جوية بمفردها، بعد أن قرر حلفاؤها العرب مغادرة سماء سوريا، رغم عدم إعلان هذا رسميا. فالسعودية والإمارات أرسلتا طائراتهما إلى اليمن والأردن بعد أن اشتركتا آخر مرة في العمليات ضد “الدولة الإسلامية” في شهر أغسطس/آب الماضي، كما ساهمت طائرات البحرين في هذه العمليات في شهر فبراير/شباط الماضي، فيما اكتفت قطر فقط بالمراقبة الجوية.
كما أن بريطانيا لن تساعد الولايات المتحدة بعد الآن في سوريا. فقد أشارت صحيفتا التايمز وغارديان في الأسبوع الماضي، إلى أن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون لن يطلب من مجلس العموم الموافقة على المشاركة في هذه العمليات العسكرية ضد “الدولة الإسلامية” لأنه غير واثق من حصوله على دعم المجلس. وإن الطائرات الحربية البريطانية تقوم بغارات جوية على مواقع “الدولة الإسلامية” في العراق، وكان كاميرون يخطط لزيادة تمويل القوات المسلحة وتوسيع حجم العمليات لتشمل سوريا أيضا، لكنه فشل في تحقيق ذلك.
من جانبها أرسلت فرنسا إلى الشرق الأوسط حاملة طائرات لتسهم في الحرب ضد “الدولة الإسلامية”. وقد نفذت هذه الطائرات أولى غاراتها على خزانات للنفط شرق سوريا.
وأضاف باتيوك: “يبدو أن لدى العديد من العرب حلفاءِ الولايات المتحدة تراكماتٍ من عدم الرضا على تصرفات الولايات المتحدة في المنطقة. وبمقابل هذا بالذات تنوي فرنسا المساهمة في الهجمات الجوية”.
يذكر أن أوباما كان وافق في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم على إرسال 50 فردا من القوات الخاصة إلى سوريا، مما تسبب في عاصفة من الانتقادات من جانب الحزب الجمهوري.
الخبراء من جانبهم يشكون في إمكان انخراط واشنطن في حرب شاملة في سوريا. وبهذا الشأن يشير باتيوك إلى أن “من غير المحتمل أن تصعّد وزارة الدفاع الأمريكية عملياتها في سوريا. ذلك لأن الانتخابات الرئاسية قريبة، وأوباما حاليا كثير الشبه بـ “البطة العرجاء”، لذلك من غير المحتمل أن يتخذ إجراءات أكثر جذرية”.
سيريان تلغراف