Site icon سيريان تلغراف

سورية ومصير الأسد .. لقاءات فيينا وموسكو ومواقف إيران المرتقبة

لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو، يعني الكثير لجميع الأطراف، بما فيها المعارضة السورية.

اللقاء يأتي بين إصدار 9 بنود تضمنها بيان فيينا في 30 أكتوبر الماضي، وبين مباحثات أجراها دي ميستورا في دمشق، وبين لقاء تشاوري مرتقب بين ممثلي الحكومة السورية وممثلي المعارضة في موسكو الأسبوع المقبل.

 هناك ثلاثة بنود حاضرة على جدول أعمال لافروف – دي ميستورا، وهي مناقشة نتائج مباحثات الأخير في دمشق مع المسؤولين السوريين، وشكل وجوهر اللقاء المرتقب في موسكو بين الحكومة والمعارضة السوريتين، والبندين الأول والثاني من بيان النقاط التسع الذي صدر عن لقاء فيينا بين 17 دولة، على رأسها روسيا والولايات المتحدة. وهما:

 1- وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية.

 2- مؤسسات الدولة ستظل قائمة.

 هذان البندان يشكلان أهمية قصوى لجميع الأطراف التي التقت في فيينا في 30 أكتوبر. ولكن السؤال هنا يدور حول، هل تفهم جميع الأطراف هذين البندين بشكل متقارب أو متطابق، أم أن كل مجموعة تفهمها وتفسرها كما تريد؟

 نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، قال إن اللقاء السوري – السوري قد يجري الأسبوع المقبل، منوها بأن موسكو ستدعو “طيفا واسعا من المعارضة”، أما الحكومة السورية، فممثلوها “مستعدون دائما”، وفقا لتعبير بوغدانوف.

أما المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا فقد دعا، في ختام زيارته لدمشق، إلى وقف جديد لإطلاق النار بناء على جهود ما تم التوصل إليه في فيينا لإنهاء النزاع في سوريا.

هذه الدعوة المهمة تشير إلى أن لقاء فيينا دشن أرضية تكاد تكون أكثر صلابة من ما كانت عليه في السابق. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ستتمكن موسكو والأمم المتحدة من جمع أطياف متعددة من المعارضة السورية، بما فيها أطياف المعارضة الأخرى التي لم تشارك في مشاورات “موسكو 1” و”موسكو 2″؟!

 لقد قال دي ميستورا إن “ما نحتاجه هو بعض الوقائع على الأرض، وبعض من وقف إطلاق النار وخفض العنف”. ما يتطلب حدا أدنى من التوافق بين الحكومة السورية و”المعارضة المعتدلة” التي تحمل السلاح.

لقد نجحت روسيا والولايات المتحدة في عقد اللقاء الرباعي الأول (روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران) في فيينا في 23 أكتوبر الماضي، ثم اللقاء الرباعي الثاني في 29 أكتوبر، والذي أفضى إلى اللقاء الموسع لسبع عشرة دولة في 30 أكتوبر.

إن بقية النقاط التسع لبيان جنيف وهي:

3- حقوق كل السوريين يجب حمايتها بصرف النظر عن العرق أو الانتماء الديني.

4- ضرورة تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

5- ضمان وصول المنظمات الإنسانية لكل مناطق سوريا وسيعزز المشاركون الدعم للنازحين داخليا وللاجئين وللبلدان المستضيفة.

6- الاتفاق على ضرورة هزيمة تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات الإرهابية كما صنفها مجلس الأمن الدولي واتفق عليه المشاركون.

7- في إطار العمل ببيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 فإن المشاركين وجهوا الدعوة للأمم المتحدة لجمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات. وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها.

8- سوريا هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سوريا.

9- المشاركون ومعهم الأمم المتحدة سيدرسون ترتيبات وتنفيذ وقف لإطلاق النار بكل أنحاء البلاد يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع هذه العملية السياسية الجديدة.

هذه البنود تتطلب الكثير من الوقت والجهد. ولكن قد تظهر خلافات حول مفهوم الإرهاب، والمنظمات الإرهابية. وقد يتم تفسير “سوريا.. والشعب السوري” في البند الثامن بأشكال مختلفة. وبالتالي، فالجهود الدبلوماسية من جميع الأطراف بإشراف الأمم المتحدة سوف تساعد على وجود ساحة للحوار وتقريب وجهات النظر، خاصة وأن موسكو وواشنطن تقاربتا في عدد من النقاط التي تحتاج إلى بلورة وصياغات دقيقة.

في كل الأحوال، لقد أدلت الخارجية الروسية بتصريحات مهمة على لسان المتحدثة الرسمية باسمها ماريا زاخاروفا، التي أعلنت أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لا يعتبر أمرا مبدئيا لروسيا.

وأوضحت مجددا أن “مصير الأسد يجب أن يجعله الشعب السوري… ونحن لا نحدد إن كان على الأسد الرحيل أو البقاء”. ومن جهة أخرى قالت أيضا، إن “هناك توافقا جزئيا بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية حول المعارضة السورية التي يمكن إجراء مفاوضات معها”، فهل يمكن أن نرى ذلك في مشاورات “موسكو 3″، أم بعدها في لقاءات جنيف، وماذا عن مواقف إيران في الفترة المقبلة مع تقدم المشاورات والمباحثات المبنية تحديدا على بيان فيينا؟  فللمرة الأولى، حسب ( CNN) خرج إلى العلن تشكيك إيراني في الموقف الروسي تجاه سوريا والرئيس بشار الأسد، وكذلك الموقف من حزب الله، منذ بدء العمليات العسكرية الجوية الروسية على الأراضي السورية، إذ اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أن الروس لا يشتركون بموقف واحد مع طهران حيال هذين الملفين.

سيريان تلغراف | أشرف الصباغ

Exit mobile version