تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” في مقال لها الى موقف روسيا والغرب من الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيرة الى ان في واشنطن اصواتاً تطالب بالتدخل العسكري مقابل نشاط موسكو الدبلوماسي.
جاء في مقال الصحيفة:
اقترح مساعدو الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي على باراك أوباما ارسال قوات خاصة ومستشارين عسكريين الى سوريا ومنطقة العمليات العسكرية في العراق. أي ان واشنطن هي الى جانب التدخل العسكري على خلفية نشاط موسكو الدبلوماسي.
وتشير صحيفة واشنطن بوست الى ان البيت الأبيض غير راض عن نتائج عمليات مكافحة “الدولة الإسلامية”، لذلك قدم وزير الدفاع اشتون كارتر عدة خيارات لتدخل عسكري أمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان. كما ان الخبراء عرضوا خيارات أخرى لمكافحة “الدولة الإسلامية” مثل انشاء منطقة حظر جوي، ومناطق عازلة على الحدود. ولكن جميع هذه الخيارات والمقترحات عارضها مساعدو رئيس الدولة، لأن تنفيذها يتطلب ارسال عشرات الآلاف من افراد القوات المسلحة الى المنطقة.
كما تشير الصحيفة ايضا الى انه يمكن للفصائل الكردية مدعومةً بالطيران الأمريكي أن تتقدم نحو الرقة والرمادي. ولكن واشنطن حذرة من الهجمات الجوية لأن هذا يسبب سقوط ضحايا بين المدنيين. ويقول السكرتير الصحفي للبنتاغون، جيف ديفيس، معلقا على ازدياد نشاط الائتلاف، ان هذا لا علاقة له بما تقوم به روسيا.
من جانبه يقول الباحث في مركز آسيا والشرق الأوسط التابع للمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، ارسين خضرييف: “لقد كانت الولايات المتحدة سابقا تراهن على كردستان سوريا التي قاتلت ضد “الدولة الإسلامية” وضد قوات الأسد. ولكن الموقف اختلف في الفترة الأخيرة، حيث ان كل شيء يشير الى ان الأمريكيين باتوا يعيدون النظر في موقفهم من الأكراد، أو انهم فعلا يدرسون مسألة ارسال قوات برية الى سورية. ولكن بعد سنة ستجري في الولايات المتحدة انتخابات رئاسية، أي ان من الصعوبة لغاية ذلك الوقت التحدث عن اتخاذ خطوات كهذه. لأن هذا يمكن ان يفسد الخلفية السياسية وقد يتسبب في تعطيل الانتخابات”.
لقد نوقشت المسألة السورية من قبل ممثلي الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والمملكة السعودية في فيينا قبل ايام، ولكن لم يتم التوصل الى حلول اساسية، ومع ذلك اتفقوا، بحسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، على لقاء جديد يوم 30 اكتوبر/تشرين الأول الجاري.
أما وزير خارجية روسيا فقد عبر، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم 27 اكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن أمله في أن يتمكن المشاركون من “تجاوز” طموحاتهم وأن تتم دعوة ايران وغيرها من البلدان.
وتبذل الدول الغربية جهوداً ليس فقط لمنع حلفاء روسيا من المشاركة في هذا اللقاء، بل ولعزل روسيا نفسها ايضا. هذا ما يؤكده اللقاء المفاجئ لـ”اصدقاء سوريا” الذي تم في باريس بحضور المملكة السعودية والامارات العربية والأردن وقطر وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا، ولم تدعَ روسيا اليه.
يقول خضرييف: “الاحداث الأخيرة تشهد على ان الائتلاف الغربي ينوي اخراج روسيا من المحادثات وعزلها دبلوماسيا. ولكن أي محادثات تجري بشأن سوريا لن يكتب لها النجاح من دون مشاركة روسيا، وكذلك يجب ان تشارك فيها المعارضة السورية والحكومة السورية. من هذا يمكن ان استنتج ان الجولة القادمة من المفاوضات لن تتوصل الى نتائج نهائية”.
من جانبها بدأت موسكو تكثف جولات اتصالها بالمعارضة السورية، حيث تأكدت زيارة وفد من الجيش السوري الحر لموسكو. واجرى الوفد محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. ولكن وكالة رويتر تشير الى ان ممثلي المجموعات الأربع المرتبطة بالجيش السوري الحر فندوا هذا الخبر موردة تصريحات لممثل مجموعة ألوية سيف الشام يقول فيها: “نحن لا يُسمح لنا بالذهاب الى موسكو واجراء مفاوضات هناك”.
سيريان تلغراف