قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المشاركين في اللقاء الرباعي الروسي الأمريكي السعودي التركي في فيينا اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سوريا.
وأوضح الوزير بعد المحادثات التي استغرقت نحو ساعتين، أن الصيغة التي جرى الحديث بها الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول، ليست نهائية وأصر على ضرورة إشراك إيران ومصر في المشاورات القادمة بشأن سوريا قائلا: “دعونا إلى إجراء المشاورات اللاحقة بصيغة أكثر تمثيلا”.
وأوضح لافروف أن روسيا قدمت خلال اللقاء أفكارا معينة حول التسوية في سوريا، وأبلغت المشاركين الآخرين بنتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو يوم الثلاثاء الماضي.
وذكر أن جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة موحدة علمانية ذات سيادة.
لافروف ينفي أن يكون اجتماع فيينا ناقش موعد رحيل الأسد
ونفى الوزير الروسي الأنباء التي تشير إلى أن الاجتماع في فيينا ناقش موعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة.
وقال لافروف بهذا الشأن: “تروج شائعات مفادها أننا نتوافق هنا على أن الأسد سيرحل بعد فترة ما.. والأمر ليس كذلك”.
وحسب لافروف، فإن موعد لقاء مقبل بشأن سوريا على مستوى وزراء سيتم الإعلان عنه في وقت قريب.
الجبير: جميع الأطراف تتفق على ضرورة تسوية الأزمة السورية بطرق سياسية
بدوره قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن جميع الأطراف تتفق على ضرورة تسوية الأزمة بالوسائل السياسية على أساس بيان جنيف وبموازاة مكافحة الإرهاب.
وأوضح الجبير أن الخلاف الوحيد بين الأطراف يرتبط بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمرحلة التي يجب أن يرحل فيها.
كيري: الخلافات بشأن انتقال السلطة في سوريا لا تزال قائمة
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب المحادثات في فيينا عن بقاء الخلافات حول المسائل المتعلقة بالعملية الانتقالية في سوريا.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن كيري قوله إن “الخلافات لا تزال قائمة فيما يخص العملية السياسية لانتقال السلطة في سوريا”.
مع ذلك، وصف كيري اجتماع الوزراء الأربعة في فيينا بـ”البناء والمثمر”، مشيرا إلى أنه تناول بحث فكرة قد تؤدي إلى تغيير ديناميكية الأوضاع في سوريا.
كيري: قد يقترح على إيران المشاركة في المفاوضات بشأن سوريا
وذكر كيري أن طهران قد تتلقى اقتراحا للانضمام إلى المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة السورية، حسبما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن الوزير الأمريكي.
هذا ورجح كيري أن يعقد الاجتماع القادم بشأن سوريا في الـ30 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
ويشكل هذا الاجتماع الرباعي الذي حضره الوزراء سيرغي لافروف وجون كيري وعادل الجبير وفريدون سينيرلي أوغلو، سابقة دبلوماسية وإشارة على مدى الاهتمام الدولي بإنهاء النزاع السوري الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل وشرد الملايين منذ مارس/آذار 2011.
اتفاق روسي-أردني على التنسيق العسكري في مواجهة “داعش”
أعلن وزيرا الخارجية الروسي والأردني عن توصل عسكريي البلدين إلى اتفاق بشأن التنسيق بينهما، بما في ذلك تنسيق الطلعات التي ينفذها سلاحا الجو في البلدين فوق الأراضي السورية.
وكشف لافروف في تصريح صحفي مشترك مع نظيره الأردني، أن هذا التنسيق سيدار عبر آلية عمل سيتم استحداثها في عمان.
وأوضح لافروف أن موسكو وعمان واثقتان من ضرورة تكثيف الجهود في مكافحة تنظيم “داعش” بموازاة دفع العملية السياسية إلى الأمام.
وذكر أن العسكريين الروس والأردنيين اتفقوا على التنسيق في هذا المجال، انطلاقا من الاتفاق المبدئي في هذا الشأن بين الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأردني الملك عبد الله الثاني.
وصرح قائلا: ” نرى أنه بإمكان الدول الأخرى التي تشارك في محاربة الإرهاب، أن تنضم إلى هذه الآلية (آلية التنسيق العسكري بين روسيا والأردن في عمان)”.
وأكد لافروف أن روسيا تقيم دور الأردن في تسوية الأزمة السورية، وتؤيد مشاركته في الجهود المشتركة في هذا المجال.
بدوره قال وزير الخارجية الأردني إن بلاده تأمل في أن تكون آلية التنسيق بين العسكريين الروس والأردنيين فعالة في محاربة الإرهابيين بجميع ألوانهم.
وأكد أن مشاركة الأردن في محاربة الإرهاب، تتطلب منها التنسيق الوثيق مع جميع الأطراف المعينة، نظرا للارتباط بين مصالح الأمن القومي للأردن والأحداث في سوريا المجاورة.
كما دعا لافروف إلى مضاعفة الجهود من أجل تسوية النزاع، قائلا “يركز موقفنا المشترك على ضرورة تكثيف الجهود بصورة ملحوظة من أجل إطلاق عملية سياسية للتسوية السورية على أساس بيان جنيف”.
وأردف الوزير قائلا: “ويعني ذلك بدء مفاوضات متكاملة بين ممثلي الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية، بما في ذلك المعارضة الداخلية والخارجية على حد سواء، مع دعم مكثف من جانب المعنيين الدوليين لهذه العملية”.
هذا وسيلتقي لافروف في مساء اليوم بفيديريكا موغيريني مفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
كما ستشهد فيينا اجتماعا لرباعية الشرق الأوسط على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
سيريان تلغراف