Site icon سيريان تلغراف

كومرسانت : نقلة مفاجئة من بوتين في اللعبة السياسية الكبيرة مع الغرب

نشرت صحيفة “كومرسانت” مقالا بعنوان “بوتين يقوم بنقلة مفاجئة في اللعبة السياسية الكبيرة مع الغرب”. وجاء في المقال:

يرافق العملية العسكرية الروسية في سوريا هجوم دبلوماسي لا مثيل له حيث فاجأت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها بزيارة عمل لروسيا غير معلنة قام بها الرئيس السوري بشار الأسد. وهي أول زيارة للرئيس السوري منذ نشوب الحرب في هذا البلد. وتعزز هذه الزيارة إلى حد بعيد الرهانات في الشرق الأوسط. فيتساءل كثيرون عما إذا كان بوسع الكرملين الحصول على فوائد من هذه الخطوة المفاجئة أم لا. وسيرد على هذا السؤال اللقاء الوزاري المزمع عقده غدا في فينا بين وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية.

وحسب المعلومات المتوفرة لدى الصحيفة كانت روسيا اقترحت توسيع دائرة المشاركين في الاجتماع بضم إيران إليه. لكن الولايات المتحدة لم توافق على ذلك.

وظهرت أمس أصداء دولية أولى على القمة الروسية السورية الخاطفة دلت على ارتباك يسود صفوف خصوم بشار الأسد على الصعيدين الداخلي والخارجي إثر خروجه فوراً من العزلة.

وجاء في بيان صادر عن الديوان الرئاسي السوري أن المحادثات المكثفة استغرقت 3 ساعات. وقد عقدت 3 لقاءات بين الأسد وبوتين: أحدها اجتماع مغلق، والثاني اجتماع موسع ،والثالث مأدبة عشاء. وشارك في الاجتماع الموسع من الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو وأمين سر مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف.

وقيّم فلاديمير بوتين الوضع في سوريا قائلا: إن الشعب السوري يقاوم الإرهاب وحيداً عمليا، ويواجهه على مدى أعوام ويتكبد خسائر جسيمة. إلا إنه أحرز في الآونة الأخيرة نتائج إيجابية جدية في هذا الصراع”. وأكد بوتين استعداد موسكو للمساهمة في العملية السياسية في سوريا ، وأوضح أن المقصود بالأمر هو تسوية طويلة الأمد. أما بشار الأسد فأشار بدوره إلى أن أي عمل عسكري يستلزم اتخاذ المزيد من الخطوات السياسية. ولم يوضح ما هي رؤيته لمستقبله الشخصي وللعملية السياسية في سوريا.

وكان رد الفعل الأوروبي معتدلا حيث أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أمله بأن يكون فلاديمير بوتين استقبل بشار الأسد لإقناعه بتفعيل عملية الانتقال السياسي ومغادرة منصب الرئيس بأسرع وقت ممكن. فيما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير: إن روسيا يجب أن تعزز آفاق الحفاظ على الدولة السورية”.

أما رد واشنطن فكان سلبيا كما كان متوقعا له أن يكون. فقد أعلن البيت الأبيض إن “روسيا لا يجب أن تفرش سجادة حمراء أمام الأسد الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، الأمر الذي يتعارض مع إعلان موسكو المتكرر تأييدها تحولات سياسية في سوريا”.

لكن أعنف رد جاء من انقرة التي قالت:”كان أفضل لو بقي الأسد في موسكو فترة طويلة ليرتاح الشعب السوري منه”.

وعلى الرغم من أن المحادثات في موسكو شهدت تكرار مواقف معروفة من دون أن تضيف أي أمر مبدئي جديد إليها، فإن المحللين السياسيين وصفوا اللقاء في الكرملين وما رافقه من أمور بأنه إشارة واضحة إلى انطلاق هجوم موسكو دبلوماسياً.

ويتساءل المحللون عما إذا كان بوسع الكرملين أن يحصل على فوائد من الاجتماع الرباعي الروسي الأمريكي التركي والسعودي في فينا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version