جاء في تقرير لخبراء مجلس الأمن الدولي لم ينشر بعد، أن سورية هي المتلقي الأول للسلاح من إيران التي تخضع لعقوبات دولية. معدو التقرير توصلوا إلى هذا الاستنتاج استنادا إلى ما بات معروفا في الآونة الأخيرة عن ثلاث شحنات من السلاح الإيراني، واحدة إلى افغانستان، واثنتان إلى سورية. آخر وقائع نقل الأسلحة اكتشف بالصدفة، وذلك في شباط / فبراير الماضي أثناء تفتيش قافلة من أربع شاحنات على الحدود السورية – التركية. وقد تبين أن إحداها كانت تحمل بنادق ورشاشات ومتفجرات وصواعق، وكذلك قذائف من عيار 60 و 120 مم. ويقول الخبير فاديم كوزيولين إن إيران تصدر بالدرجة الأولى أسلحة خفيفة كالبنادق وراجمات القنابل ، وربما تصدر أيضا صواريخ من طراز سكود. ويمضي الخبير موضحا أن الأسلحة التي تنتجها إيران هي بالاساس سوفيتية المنشأ حصل عليها الصينيون في وقت سابق، ثم وصلت إلى الجمهورية الإسلامية.
تقدم إيران الجزء الأكبر من هذه الترسانة إلى سورية كمساعدة من حليف لحليفه. وهذه ليست المرة الأولى، فقبل بضع سنوات مولت طهران صفقة مقاتلات روسية لصالح دمشق، وصلت إلى سورية عن طريق البحر. وهذه الشحنات تنقل عادة تحت غطاء تصدير معدات لاستخراج المعادن. وهذه طريقة قديمة مجربة. ويضيف كوزيولين أن الطرق الأخرى اكثر إشكالية لأن البلدان المتاخمة لسورية ترفض الواحدة بعد الأخرى، وتحت الضغط الغربي، تمرير “الإرساليات” الإيرانية إلى نظام بشار الأسد.
يحاول الغرب تعقيد عمليات وصول الأسلحة إلى سورية، ولكن ذلك ليس بالأمر اليسير، فما من شيء يعوق كلا من الصين وباكستان وروسيا عن الاستمرار في تنفيذ عقود تصدير السلاح لأن هذه البلدان ليست مقيدة بالعقوبات المفروضة على سورية. وبالنسبة لروسيا، فإنها تصدر أسلحة دفاعية. وفي هذا الصدد يرى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن من الخطأ إبقاء الحكومة (السورية) دون أسلحة دفاعية إذا كانت المعارضة تتلقى السلاح. وأمام هذا الواقع لا يبقى أمام خصوم الأسد سوى عرقلة إيصال الأسلحة مباشرة، وذلك بإغلاق الطرق المحتملة لمرورها.
وفي الوقت نفسه، يستمر وصول الأسلحة إلى المعارضة في سورية. ولا يقتصر الأمر على البنادق الآلية، بل ويشمل صواريج موجهة ضد الدبابات. إن بلدان الخليج تزود خصوم الأسد بالسلاح، بالاتفاق جزئيا مع الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أعلن عنه مرارا معارضون سوريون، وكذلك وسائل الإعلام الغربية. هذا ومن المستبعد أن يؤثر تسريب معلومات مما تضمنه تقرير خبراء مجلس الأمن الدولي على شحنات الأسلحة الإيرانية.
وتنقل الصحيفة عن البروفيسور في معهد الاستشراق الروسي فلاديمير ساجين أن كل الأطراف المعنية بقضايا الشرق الأوسط على علم بحصول نظام الأسد على أسلحة من حليفه في طهران، ولكن ما من أحد يرغب بتوتير العلاقات مع ايران، خاصة وأن المفاوضات جارية الآن بين هذا البلد والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما سيعقد لقاء في 23 ايار/ مايو بين “السداسية” الدولية والجانب الإيراني. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن روسيا ستستخدم – على الأرجح – حق النقض ضد نشر تقرير مجلس الأمن الدولي، كما سبق وفعلت ذلك في العام الماضي، بغية “عدم مفاقمة الوضع”.
المصدر : صحيفة”إيزفيستيا” ، الكاتب : قسطنطين فولكوف