نشرت صحيفة نيزافيسيمامايا غازيتا مقالا بعنوان “الحرب بالواسطة بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة”. وجاء في المقال ما يلي:
زار المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا موسكو حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن تشكيل فرق العمل الخاصة بحل النزاع السوري. هذا فيما تتوقع الصحف الأمريكية تصعيد المواجهة في منطقة الشرق الأوسط متهمة واشنطن وموسكو بإشعال ما يسمى “الحرب بالواسطة”.
ودعا دي ميستورا في كلمة ألقاها في جنيف عشية زيارتيه لموسكو وواشنطن دعا سورية وروسيا إلى وقف العمليات الحربية في الزبداني وكفريا والفوعة ومساعدة القوافل الإنسانية التي تقوم بإجلاء السكان المدنيين. وأضاف أن الانتصار على الإرهاب لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق عملية سياسية موازية. وإلا ينتهي الأمر بتفكك سورية كدولة وتحولها إلى “خليط سام” من أفغانستان وليبيا والصومال.
وكان دي مستورا قد اقترح في يوليو/تموز الماضي تشكيل فرق عمل. لكن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قاطع تشكيلها مرتين.
وشكا سيرغي لافروف في اثناء لقائه بميستورا من أن أحدا من شركائه الغربيين لم يقدم له لحد الآن “إحداثيات تواجد المعارضة المعتدلة”، منتقداً فصائل المعارضة التي تدعمها واشنطن. وقال إن إرهابيين لوحظوا من ضمن “القوى الديمقراطية السورية”. أما جيش الإسلام فكان قد لطخ سمعته بالمشاركة في قصف دمشق.
وقال رئيس المعهد الروسي للدين والسياسة الكسندر إيغناتينكو في حديثه مع الصحيفة: الحلم الأمريكي بإيجاد معارضين معتدلين في سوريا يؤدي إلى النتيجة التي نشهدها الآن. فهناك أكثر من ألف تجمع شكل مرات ومرات جبهاتٍ وفصائل. لكن هدف ذلك كان دوماً إخفاء تنظيم “القاعدة “تحت تسميات جديدة”.
وفيما سلمت دمشق الأمم المتحدة قائمة بأعضاء وفدها، أعلن وزير الخارجية السويسري ديدييه بيركهالتر أن مفاوضات جنيف يجب أن تشارك فيها روسيا والولايات المتحدة وإيران والمملكة العربية السعودية. إلا أنه لم يذكر تركيا. لكن إيغناتينكو على ثقة بأن من الضروري أن تحضر تركيا المفاوضات. وأضاف أن سورية أصبحت حلبة تلعب كل من الدولتين الاقليميتين السعودية وإيران لعبتها عليها، علما أن الرياض بدأت بتمويل الجيش السوري الحر منذ عام 2011. اما إيران فأقنعت “حزب الله” بمحاربة “الدولة الإسلامية” وباشرت بموازاة ذلك تدريب الجيش العراقي الذي يحارب “داعش”.
وقال الباحث في معهد “كاتون” الأمريكي بريد ستيبلتون إن الاقتتال لن يتوقف عند هذا الحد لأن الثوار لن يستطيعوا التغلب على القوات الحكومية المدعومة من قبل روسيا حتى لو استندوا إلى مساعدة الأسلحة الأمريكية. ووصف ستيبلتون الحرب الدائرة بأنها “الحرب بالواسطة” حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه بأيدي الغير.
أما الباحث الروسي إيغناتينكو فيعتقد ان العملية السياسية الانتقالية لن تبدأ في سورية إلا بعد القضاء على تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” اللذين لا يمكن اعتبارهما تنظيمين معتدلين، واللذين أدرجتهما الأمم المتحدة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.
وفي ما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه تطرق أيضا في كلمة ألقاها أمس في منتدى “روسيا تنادي” إلى جوهر الأزمة السورية حيث قال إن “روسيا لا تسعى إلى الزعامة في سورية لأن لا يمكن أن يكون هناك إلا زعيم واحد فقط، هو الشعب السوري”.
سيريان تلغراف