Site icon سيريان تلغراف

روسيا والولايات المتحدة تبحثان تنسيق العمليات الجوية في سورية

أكدت وزارة الدفاع الروسية تحقيق تقدم في بلورة اتفاق محتمل بينها وبين البنتاغون بشأن ضمان سلامة الطلعات التي تنفذها قوات سلاح الجو الروسية والأمريكية في سوريا.

وفي ختام اتصال ثاني عبر الفيديو أجراه الطرفان مساء السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول أفادت الوزارة بأن الجانبين بحثا بصورة مفصلة المقترحات الروسية والأمريكية المطروحة أثناء الاتصال الأول بينهما مطلع الشهر الحالي.

وبحسب الوزارة فإن الاتصال أسفر عن “تقدم في التوافق على عقد اتفاق محتمل بين وزارتي دفاع البلدين بشأن ضمان سلامة طلعات الطائرات الحربية أثناء غاراتها على (مواقع) الإرهابيين الدوليين في سوريا”.

وذكرت الوزارة الروسية أن النقاش كان “مهنيا وبناء”، مضيفة أن موعد الاتصال التالي عبر الفيديو سيتم تحديده لاحقا بين الطرفين.

يذكر أن الاتصال الأول بين الوزارتين جرى عبر الفيديو في 1 أكتوبر بمبادرة من الطرف الأمريكي، وفي ختامه قال البنتاغون إن المحادثات ركزت على عمل أطقم الطائرات الحربية في أجواء سوريا لتفادي حصول حوادث أثناء طلعاتها القتالية، فيما أكدت الوزارة الروسية أن الأمريكيين قدموا لزملائهم الروس وثيقة “حظيت بدعم مبدئي من قبل هيئة الأركان العامة الروسية”، وكان لا بد من تدقيق بعض التفاصيل الفنية، مما تطلب بحث هذا الموضوع على مستوى الخبراء.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية السبت بأنها أعدت مشروعا لوثيقة سيتعين على الوزارتين تبنيها في عملياتهما في الأجواء السورية، وسلمته إلى الجانب الأمريكي.

من جانبه قال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن المحادثات بين الطرفين استغرقت نحو ساعة ونصف الساعة وركزت على “خطوات يمكن أن تتخذها طائرات روسيا والتحالف الدولي المشكل من أجل محاربة تنظيم داعش، لضمان سلامة خوض العملية الجوية في أجواء سوريا”.

ووصف كوك جولة المناقشات بين الجانبين بالمهنية مشيرا إلى أن هدفها لم يتجاوز مهمة ضمان سلامة تحليقات الطائرات الحربية لكل من روسيا والتحالف الدولي.

هذا وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن الجانبين توصلا إلى تقدم، مضيفا أن الولايات المتحدة “اتفقت على إجراء مناقشة أخرى مع روسيا في المستقبل القريب”.

في 30 سبتمبر/أيلول الماضي بدأت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مواقع تنظيم داعش في الأراضي السورية بناء على تفويض للرئيس فلاديمير بوتين من مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى من البرلمان الروسي) الذي وافق على استخدام سلاح الجو خارج حدود البلاد، واستنادا إلى طلب من دمشق.

وتشن الطائرات الروسية يوميا عشرات من الغارات التي تستهدف مواقع عسكرية مختلفة لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وفي غياب تعاون بين روسيا والتحالف الدولي في مواجهة داعش، وسط رفض واشنطن وحلفائها بناء مثل هذا التعاون ما دامت موسكو تدعم “نظام الأسد”، اتخذت مسألة تجنب أي حوادث مفاجئة بين العسكريين الروس والأمريكيين، أهمية خاصة.

يذكر أن البنتاغون أعلن قبل أيام أن “طائرات التحالف في سوريا غيرت مسارها مرة واحدة على الأقل في الأيام الستة الأخيرة لتجنب مواجهة عن قرب مع مقاتلات روسية”.

وأضاف قائلا: “لدينا واقعة واحدة على الأقل حيث اتخذ إجراء لضمان ألا تكون هناك منطقة غير آمنة في الجو، واضطررنا لتغيير مسار الطائرة”، ولم يوضح المتحدث إن كانت الطائرة بدون طيار أم به، كما لم يقدم تفاصيل إضافية عن كيفية تغيير مسارها وإلى أي اتجاه، مكتفيا بالقول إن ذلك حدث مرة واحدة على الأقل وتحديدا في المجال السوري.

وأشار ديفيز إلى أن تغيير مسار الطائرة حدث منذ عقد مؤتمر عبر دائرة اتصال آمنة بالفيديو بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وروس في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول والذي اهتم بتوفير السلامة للطواقم في الجو أثناء تنفيذها عمليات عسكرية متزامنة ذات أهداف متضاربة.

من جهتها، ذكرت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين الأربعاء الماضي قولهم إن مقاتلات روسية اعترضت طائرات أمريكية بدون طيار في سوريا ثلاث مرات على الأقل منذ انطلاق العملية الجوية الروسية في سوريا.

وأوضح المسؤولان أن حوادث الاعتراض وقعت فوق المناطق الخاضعة لتنظيم داعش، والتي تشمل مركزه الواقع في مدينة الرقة، وكذلك قرب الحدود السورية التركية وقرب مدينة حلب.

وأشار أحد المسؤولين إلى أن المقاتلات الروسية لم تحاول إسقاط الطائرات الأمريكية دون طيار، لكنها اقتربت منها بشكل ملموس.

وأضاف أنه يمكن رصد وجود الطائرة دون طيار من نوع ” MQ-1 Predator” على الرادارات بسهولة لأنها لا تستخدم تكنولوجيا التخفي.

سيريان تلغراف

Exit mobile version