نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” موضوعا تطرقت فيه الى ردود الفعل الغربية على استمرار الغارات الجوية الروسية على مواقع “داعش” في سوريا.
وجاء في مقال الصحيفة:
وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” والناتو ينصحان موسكو بالعمل بحذر وقصف مواقع “الدولة الإسلامية دون غيرها”.
كما أعلن صحافيون من مجموعة “Bellingcat” عن نيتهم مراقبة دقة ما تنشره وزارة الدفاع الروسية بشأن نتائج الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على مواقع “الدولة الإسلامية”. والمقصود هنا هو جمع معلومات عن عدم صحة ما تنشره وزارة الدفاع الروسية. وتشير “Bellingcat” إلى أنها “ضمن إطار هذا المشروع تنوي نشر أجهزة لتحديد المواقع الجغرافية ومن ثم تحليل ودراسة أشرطة الفيديو التي تنشرها الوزارة عن الغارات في سوريا”.
كما جاء في بيان المجموعة الصحفية “بعد أن يتم تحديد المواقع الجغرافية نخطط لجمع معلومات إضافية عن طريق النشطاء المحليين حول المواقع التي تعرضت للقصف”.
من جانبها، تقول صحيفة “ذي نيويورك تايمز”، إن طبيعة الغارات الجوية الروسية والأمريكية في سوريا تركت بعض الأسئلة عن هدفهم منها. فقد اعلن الجانبان عن رغبتهم بسحق منظمة “الدولة الإسلامية” الارهابية (المحظورة في روسيا). ولكن روسيا تعتبر المنظمات الحليفة للولايات المتحدة منظمات ارهابية. وتشير الصحيفة الى أنه خلال الفترة من 30 سبتمبر/ ايلول – 4 اكتوبر/تشرين الأول 2015 هاجمت الطائرات الروسية مواقع المنظمات المعارضة للحكومة السورية، وليس مواقع “الدولة الإسلامية”.
من جانب آخر، كانت الهجمات الجوية الأمريكية خلال الفترة من 25 سبتمبر/أيلول – 4 اكتوبر/تشرين الأول 2015 مركزة على مواقع “الدولة الإسلامية” والأكراد.
من جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، أن الولايات المتحدة وحلفائها سيتخذون خطوات لمواجهة روسيا فيما يخص عملياتها العسكرية في سوريا. ومع ذلك تبقى واشنطن مستعدة للتعاون مع روسيا. وحسب قول كارتر، فإن عمليات روسيا تسببت في تصعيد الحرب في سوريا، وقال “نحن ندعو روسيا الى العمل بأمان. ونحن على استعداد للتعاون لاحقا مع روسيا”.
أما صحيفة “ديلي ايكسبريس”، فتشير إلى أن الناتو دعا روسيا إلى عدم القيام بغارات جوية ضد المعارضة السورية، والتركيز على مكافحة “الدولة الإسلامية” والعمل على تسوية النزاع السوري عن طريق “انتقال السلطة سياسيا”. دون النظر إلى أن روسيا تؤكد على أن هدف الغارات الجوية لطائراتها في سوريا هي “الدولة الإسلامية” ومتطرفين آخرين، إلا أن الناتو يعتبر أن موسكو تهاجم منظمات مثل الجيش السوري الحر.
من جانبها تشير صحيفة “ذي وول ستريت جورنال” إلى أن روسيا تنوي خلال بضعة أيام القيام بغارات جوية على مواقع المجموعات المسلحة في سوريا التي لها علاقة بوكالة المخابرات الأمريكية. ويقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى، “كان من الممكن في اليوم الأول اعتبار ذلك خطأ. ولكن في اليومين الثالث والرابع لم يعد هناك شك بأنها مقصودة. انهم يعلمون لماذا يقومون بهذه الغارات”.
أما صحيفة “دويتشه فيله”، فتقول استنادا إلى مصدر في البنتاغون، إن روسيا تنشر في سوريا أسلحة وقوات تمهيدا للعمليات البرية. المقصود هنا اربع منظومات لقاذفات الصواريخ BM-30، التي رصدت بين مدينتي حمص وادلب. وزارة الدفاع الأمريكية تعتقد ان هدف موسكو ليس “الدولة الإسلامية” بل المعارضة السورية.
وتقارن “فايننشال تايمز” النزاع السوري بالحرب الأهلية في اسبانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تشير إلى أن تلك الحرب جرت بـ “أياد اجنبية”، ونفس الشيء يلاحظ حاليا في سوريا. وتضيف الصحيفة “روسيا والولايات المتحدة توجهان ضربات جوية في سوريا، وفي ذات الوقت يسعى المرتزقة الأجانب للدخول الى سوريا”. و”أن روسيا تورطت في مستنقع النزاع السوري وتغامر بإثارة غضب مواطنيها من المسلمين”.
سيريان تلغراف