نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا حول خطاب الرئيس بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وردود الفعل الأمريكية.
جاء في مقال الصحيفة:
فند الرئيس بوتين في بداية خطابه انتقادات أولئك الذين يعتبرون أن عمل مجلس الأمن الدولي غير فعال وغارق في التناقضات، مشيرا الى أن هذه التناقضات تعكس التنوع والتمثيل في هيئة الأمم المتحدة. بعد ذلك انتقد الرئيس بوتين أولئك الذين يعتبرون أنفسهم منتصرين في الحرب الباردة ويهملون ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ويتمتعون بحق الأقوياء.
أعاد بوتين في خطابه الى الأذهان تجربة الاتحاد السوفيتي في تصدير التجارب الاشتراكية، مشيرا الى أن هناك اليوم من لم يعتبر ويعيد تصدير الثورات الديمقراطية الى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لذلك بدلا من “انتصار الديمقراطية والتقدم فيها، تعاني من الفقر والعنف والكوارث الاجتماعية، أما حقوق الإنسان بما فيها حق الحياة فلا وجود لها”.
وأضاف “على الأقل هل تدركون ماذا فعلتم؟”. لذلك دعا بوتين الى تشكيل ائتلاف دولي واسع لمكافحة “الدولة الإسلامية” الذي يمكن مقارنته وفق تنوع تشكيله بالائتلاف المضاد لهتلر.
أما بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا ومحاولة الأصدقاء والخصوم على حد سواء معرفة نوايا موسكو وخططها المستقبلية، فيقول نائب مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جيمس جيفري “إن الأهمية العسكرية لزيادة التواجد العسكري الروسي في سوريا لم تتضح بعد، إلا أن أهميتها السياسية مرتفعة للغاية”.
حول هذه المسألة كان بوتين قد أعلن في المقابلة التي بثتها قناتا CBS وPBS الأمريكيتان يوم الأحد عشية وصول الرئيس الروسي الى نيويورك، أن روسيا لا تنوي إرسال قوات عسكرية برية الى سوريا للمشاركة في العمليات الحربية. كما أكد أنه ينوي “تكثيف العمل” مع الرئيس بشار الأسد، وأن موسكو لا تسعى لأن تصبح قوة مؤثرة وذات نفوذ في الشرق الأوسط. وحسب قوله، روسيا تقدم مساعدات عسكرية لسوريا، لمنع تسلل الإرهابيين الى روسيا، خاصة إذا علمنا أن هناك 2000 مسلح يقاتلون الى جانب “الدولة الإسلامية” قدموا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وقال بوتين “هل ننتظر عودتهم الينا. الأفضل مساعدة الأسد في القضاء عليهم هناك في سوريا”.
كما فند بوتين ادعاءات الغرب التي تؤكد أن تخلي الأسد عن منصب رئيس الدولة، سيساعد في الصراع مع “الدولة الإسلامية”، معتبرا هذه الادعاءات دعاية معادية لسوريا و”نشاط مكثف لأعداء الأسد”.
ما هي ردود فعل أوباما على ما قاله بوتين؟ . في واشنطن يعتقدون أنها ستكون من شقين. إذا خلقت هذه الردود انطباعا بأن الإدارة الأمريكية قدمت تنازلات كبيرة لموسكو ودمشق، فسوف ينتقدها الحلفاء بشدة. ولكن من جانب آخر يمكن لواشنطن أن تسبق موسكو وتكثف عملياتها الحربية في سوريا. وحسب قول الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس فإن “التصعيد العسكري الروسي في سوريا – تذكير آخر بأنه إذا لم تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة، فهناك من يستطيع ملء الفراغ”.
يذكر أن أوباما أعلن في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة لن تدعم الأسد، رغم الإعلان عن ضرورة هذا الدعم للانتصار على الإرهاب. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع موسكو وطهران في تسوية الأزمة السورية.
مهما يكن، فإن لقاء بوتين وأوباما في نيويورك يؤكد أنهما يريدان الانتصار على “الدولة الإسلامية”، وبما أن هذا غير ممكن بالغارات الجوية، وليس في نية أحد إرسال قوات برية الى سوريا، لا يبقى سوى الطرق الدبلوماسية.
من جانبه قال وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف إن الجانبين مستعدان للتنسيق فيما بينهما في مكافحة “الدولة الإسلامية”، وقال “توجد رغبة للعمل المشترك عبر المؤسسات الدبلوماسية والعسكرية. وأعتقد كلما ازدادت مناقشة هذه المسائل من جانب الخبراء، يصبح من السهل تسوية المشاكل المعقدة التي تواجهنا”.
سيريان تلغراف