نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا بعنوان” روسيا وإيران تتفقان على عدم تسليم الأسد”. وجاء في المقال ما يلي:
عُقد في موسكو لقاء بين ممثل رئيس الاتحاد الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف ووكيل وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان. اتفق الجانبان على أن الحوار السوري الداخلي الشامل يجب أن يتم بدون إملاءات خارجية، وفي ظل احترام السيادة السورية. المسار الروسي الجديد في الشرق الأوسط أسفر عن صعوبات جديدة بالنسبة لواشنطن، وأجبر البيت الأبيض على تغيير استراتيجيته.
من جانبه أشار عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء إلى ترحيب طهران باقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأسيس جبهة مشتركة للتصدي للإرهاب. كما لفت الدبلوماسي الانتباه إلى أن “وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف طرح على الأسد أثناء لقاء جمع بينهما أفكاراً سياسية جديدة للتسوية”.
كما تلقى من الأسد اقتراحات مثيرة للاهتمام ترمي إلى التسوية. وشدد عبد اللهيان على أن أي حل سلمي للأزمة السورية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مشاركة بشار الأسد، وهذا يتوافق تماماً مع موقف موسكو التي لا ترغب بـ “تسليم الأسد”. من جانبه يرى أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية فواز جرجس أن “الأسد يعد ضمانًا لبقاء حزب الله”.
تصدر اللقاء بين بوغدانوف وعبد اللهيان موضوعات العدد الأخير من صحيفة “وول ستريت جورنال”: تنسيق الجهود بين روسيا وإيران، ودعم موسكو لدمشق في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” المحظور في روسيا،
وأدى نقل عشرين مقاتلة وطائرة بدون طيار إلى اللاذقية حيث معقل نظام الأسد، إلى عقبات جديدة لواشنطن. وتضيف الصحيفة أن المفاوضات الأخيرة تشير إلى أن روسيا تستغل الأزمة السورية لتعزيز موقعها في الشرق الأوسط.
كما كان الملف السوري حاضراً على جدول المباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. فقد تناول الجانبان سبل الحيلولة دون اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
هذا وكما أصبح معروفاً الأمس فقد عُقد لقاء جمع بين رئيسي أركان روسيا فاليري غيراسيموف، وإسرائيل غادي آيزنكوت. وقد اتفق العسكريون على تشكيل مجموعة مشتركة لاعتماد آلية تنسيق متبادل للنشاط “في المجالات الجوية والبحرية والكهرومغناطيسية”، للتقليل من مخاطرة المجابهات العارضة في سوريا.
في تلك الأثناء تم الكشف عن نقل سبعين مقاتل تلقوا تدريبات في معسكر تركي، في إطار برنامج “التدريب والتسليح”. ستنضم “القوات السورية الجديدة” إلى صفوف المقاتلين في المعارضة المعتدلة، وتدريب وإعداد وتجهيز المتمردين السوريين وفق ما أفادت به صحيفة “واشنطن بوست”.
يُذكر أنه سبق للولايات المتحدة أن نقلت ستين مسلحاً لقتال الجهاديين لكن “جبهة النصرة” تصدت لهم وألحقت بهم هزيمة، وفر من بقي منهم حيا.
الخطوات التي تتخذها واشنطن تتعارض مع مصالح دول أخرى، إذ أن تركيا غير راضية إزاء الدعم الأمريكي للأكراد، بالإضافة إلى بعض الاحتكاك الذي نشأ بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية. فقد وجهت واشنطن اتهامات لبغداد بعدم فعالية حربها ضد الإسلاميين في شمال البلاد، فيما أعلن العسكريون العراقيون أنه من الواضح أن الدعم الأمريكي الجوي غير كافٍ.
سيريان تلغراف