أعلن برلماني بريطاني أن الإحصاءات الأخيرة التي تشير إلى وجود سوري واحد فقط من بين كل 5 طالبي اللجوء في أوروبا تبرر رفض لندن الالتحاق بمشروع الاتحاد الأوروبي حول توزيع اللاجئين.
ونقل موقع “دايلي ميل” عن ديفيد دافيس نائب الحزب المحافظ في البرلمان البريطاني قوله إن هذه المعطيات “تكشف كذب المعلومات المتداولة في بعض الأوساط عن كون عدد ضخم ممن وصلوا إلى أوروبا مواطنين سوريين”.
وأشار إلى أن “معظم الناس الهاربين من الحرب سيتوجهون إلى مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن”، وأضاف: “كثير ممن اختار المخاطرة بحياتهم قادمون إلى أوروبا يقومون بذلك بسبب أهداف اقتصادية”.
وجاءت تصريحات دافيس بعدما نشرت وكالة الإحصاءات الأوروبية (يوروستات) أرقاما تظهر أن 44 ألفا من 213 ألف لاجئ وصلوا إلى دول الاتحاد الأوروبي في أشهر أبريل/نيسان ومايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الجاري في الواقع هربوا لإنقاذ حياتهم من النزاع المسلح في سوريا.
وبحسب يوروستات، فإن عدد الأفغانيين من هؤلاء يتراوح بين 6,3 و27 ألف شخص، بينما توجه 13,9 ألف عراقي و17,7 ألف ألباني بطلب اللجوء.
وكانت الحكومة البريطانية تعرضت لانتقادات من قبل نشطاء وبعض النواب اليساريين في البرلمان البريطاني اتهموها بعدم بذل الجهود في قضية اللاجئين.
وبعد حصولها على 7470 طلب لجوء في الفترة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، فشلت بريطانيا في الانضمام إلى مشروع الاتحاد الأوروبي بشأن توزيع 160 ألف لاجئ بين 28 دولة عضو في الاتحاد.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن أن بلاده ستقدم ملاذا على أراضيها لـ20 ألف سوري في مخيمات بلبنان والأردن، لكنه رفض استقبال المهاجرين الذين قد وصلوا إلى أوروبا.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط بلغ منذ مطلع العام رقما قياسيا يساوي نحو 474 ألف شخص، منهم 182 الف سوري على الأقل.
ويحاول مئات الآلاف عبور شبه جزيرة البلقان في طريقهم إلى دول أوروبية أكثر رفاهية، وبالدرجة الأولى ألمانيا التي أعلنت استعدادها لقبول 800 ألف طالب لجوء هذا العام.
ويتطلب الوصول إلى دول غربي أوروبا عبور أراضي صربيا ومقدونيا واليونان، وهي محطات لا بد منها.
وكان هنغاريا دولة اجتازها المهاجرون للوصول إلى النمسا ومنها إلى ألمانيا، لكن بودابست أغلقت حدودها في وجه اللاجئين ووضعت في طريقهم جدارا حديديا. كما تصدت وحدات من شرطة مكافحة الشغب للمهاجرين بقسوة، مما أدت إلى انتقادات الأمم المتحدة لمعاملة السلطات الهنغارية اللاجئين.
وبعد ذلك، تدفق الآلااف إلى أراضي كرواتيا منذ الأربعاء الماضي. لكن سلطاتها أدركت قريبا عجزها عن استقبال حشود اللاجئين، حيث قال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الجمعة الماضية إن كرواتيا عاجزة عن استقبال المزيد من اللاجئين، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن بلاده سترسل أولئك الذين يدخلون البلاد إلى الدول الأوروبية المجاورة.
وقال ميلانوفيتش خلال مؤتمر صحفي عقده في زغرب: “إننا لا نستطيع مواصلة تسجيل الناس وتقديم الملاجئ لهم. وتعهد بتقديم الأغذية والمياه والمساعدة الطبية للاجئين، لكنه حذر من أن بلاده سترسل هؤلاء بعد ذلك إلى داخل أراضي الاتحاد الأوروبي. وشدد قائلا: ” لدينا قلوب لكن لدينا عقول أيضا”.
سيريان تلغراف