دعت دول مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته بدعم اللاجئين من سوريا إلى أوروبا، مشيرة إلى مساهماتها في هذا المجال.
وقال بيان صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية المجلس في الرياض مساء الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول إن “المجلس الوزاري يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بدعم اللاجئين من سوريا، ونوه بالجهود والمساعدات التي تقدمها دول المجلس لتخفيف المعاناة الإنسانية للنازحين واللاجئين من الشعب السوري الشقيق جراء ما يتعرض له من تدمير وتهجير من قبل نظام بشار الأسد”.
وأشار البيان إلى المساعدات التي قدمتها دول مجلس التعاون للاجئين السوريين في الأردن ولبنان، لافتا إلى أنه “تمت معاملة الأشقاء السوريين كمقيمين في دول المجلس، يتمتعون بكافة حقوق الرعاية الصحية المجانية والتعليم والعمل وفقاً لنظام الإقامة المعمول به في دول المجلس”. كما نوه بـ “الدور الريادي وبالدعم المادي والعيني الذي قدمته دول المجلس للأشقاء السوريين اللاجئين في الأردن ولبنان وغيرها، بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم أو عن طريق منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية”.
وشدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون في بيانهم على أن “الحل السياسي للأزمة السورية والمرتكز على بيان جنيف1 (حزيران/يونيو 2012)، ومن دون أي تدخلات خارجية، مشدداً على ضرورة خروج كافة المقاتلين الأجانب من سوريا”.
ومن جانبها، أعلنت الإمارات العربية المتحدة الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول أنها قدمت “حوالى 1,1 مليار دولار” لمساعدة اللاجئين السوريين وفي الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش أن “دولة الإمارات تعد إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا والدول المحيطة إذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية المتراكمة منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من 4 مليارات درهم إماراتي (حوالي 1.1 مليار دولار)”، مضيفا “لقد شملت هذه المساعدات 581,5 مليون دولار أمريكي في هيئة مساعدات إنسانية استفاد منها اللاجئون السوريون”.
وذكر قرقاش أن الإمارات ساهمت أيضا بـ “أكثر من 420 مليون دولار للتصدي لإرهاب “داعش” في سوريا والعراق ونتائجه من تهجير داخلي ودعم إغاثي وإنساني للنازحين”.
وأوضح المسؤول الإماراتي أن بلاده سمحت “لعشرات الآلاف من السوريين الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم بتعديل أوضاعهم، ما يمكنهم من البقاء في الدولة”.
وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية تفاصيل عن المساعدات المقدمة لسوريا منذ بداية النزاع في عام 2011، مشيرة إلى أنه تم توزيع المساعدات الإماراتية للاجئين السوريين بواقع 167.8 مليون دولار للمعونات الغذائية، و88.1 مليون دولار لتوفير المأوى والمواد غير الغذائية.
ولفتت الوكالة إلى أن الإمارات رصدت مبالغ أخرى لتوفير الخدمات الصحية وخدمات التنسيق والمياه والصرف الصحي، والتعليم ونفقات إضافية أخرى.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الإمارات تستقبل حاليا 243324 سوريا، بينهم 101364 وصلوا منذ بداية النزاع في عام 2011.
يذكر أن الإمارات تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لشن غارات جوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. وتعد الإمارات من أغنى دول المنطقة، بعدد سكان يبلغ 9 ملايين نسمة معظمهم من الأجانب.
وكانت دول الخليج الغنية تعرضت لموجة من الانتقادات لعدم اتخاذها أي خطوة لاستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا هربا من الحرب المشتعلة في بلادهم منذ أكثر من 4 سنوات.
سيريان تلغراف