بدأت مشكلة كبيرة في الظهور داخل القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، وهي الوكالة التابعة لوزارة الدفاع “البنتاغون”، المنوط بها المتابعة الأمنية في دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وفقا لتقرير صدر عن ذي ديلي بيست/The Daily Beast فقد شكا أكثر من 50 محللا استخباراتيا في وكالة (CENTCOM) رسميا من أن التقارير المتعلقة بداعش وجبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة في سوريا – يتم تعديلها بشكل متكرر، من قبل كبار مسؤولي الاستخبارات، لتتماشى مع إصرار إدارة أوباما على أن الولايات المتحدة تكسب الحرب ضد داعش والنصرة.
وقد تم إرسال شكوى مكتوبة في شهر يوليو/تموز من قبل اثنين من كبار محللي (CENTCOM) إلى إدارة التفتيش العام في وزارة الدفاع، وهي وكالة مستقلة منوط بها الإشراف العام، وأيّد الشكوى 50 محللا، وفقا لصحيفة ديلي بيست.
وقال 11 شخصا، على معرفة بتفاصيل الشكوى، لصحيفة “ديلي بيست” إن الشكوى تدّعي أن أجزاء مهمة من التقارير الاستخباراتية تم اقتطاعها، مما عرّض المحللين إلى عدم القدرة على إعطاء تقييم صحيح للوضع في العراق وسوريا، وأحيانا كانت التقارير “السلبية جدا” يُعاد إرسالها مرة أخرى إلى المُحللين.
والسؤال هنا هو لماذا يلجأ مسؤولو القيادة المركزية الأمريكية إلى تحوير التقارير عن داعش – على افتراض صحة تقرير ديلي بيست – في الوقت الذي تُقدم فيه بعض وسائل الإعلام صور متفائلة عن الحرب ضد داعش، بينما يقدم البعض الآخر منها صورا أكثر تشاؤما.
على سبيل المثال في أواخر شهر يوليو/تموز الماضي ذكرت وكالة اسوشييتد برس إن عمليات التقييم التي تقوم بها “وكالة المخابرات المركزية الأمريكية”/CIA، و”وكالة استخبارات وزارة الدفاع” وغيرها من الجهات، وجدت إن داعش لم تصبح أضعف مما كانت عليه، عندما بدأ القصف الأمريكي في عام 2014، وقال مسؤول بوزارة الدفاع لوكالة اسوشييتد برس: “لم نر أي تدهور ملموس في أعدادهم”.
في الوقت نفسه، قال “جون ألين”، الجنرال المتقاعد الذي يعمل على تنسيق الحملة ضد داعش، عندما كان يتحدث في منتدى الأمن “أسبن” في أواخر يوليو/تموز: “داعش يخسر الحرب”، بينما وفي نفس المنتدى، وصف “جيمس كومي”، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ، داعش بأنه: “التهديد الذي يشكل لنا أكبر قلق داخل الولايات المتحدة”.
وكتب “مايكل نايتس”، المحلل في الشأن العراقي، في مجلة Foreign Policy في شهر أغسطس/آب: “الحرب ضد داعش في العراق تتباطأ، وأفضل ما يمكن توقعه بشكل معقول في عام 2015 هو تحقيق الاستقرار في مدينتي الرمادي والفلوجة، ولا أحد حتى يتحدث الآن عن تحرير الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان، وبهذا المعدل، ستبقى الولايات المتحدة في العراق، حتى بعد أن يترك الرئيس أوباما منصبه، وهي النتيجة التي لم يكن أحد يريدها، خاصة الرئيس الأمريكي”.
المعروف أن الموصل هي المعقل الرئيسي لداعش في العراق، والتي كانت على رأس أولويات خطط الولايات المتحدة في هزيمة داعش.
وقد كتب “تشارلز ليستر” زميل معهد بروكينغز مؤخرا تقييما سلبيا مماثلا للحرب على داعش، حيث قال: “هدف التحالف المعلن كان إحداث تدهور وتدمير في داعش كمنظمة مسلحة، ولكنها لا تزال حتى الآن قوات مسلحة قوية، قادرة على الاستحواذ على أراض قيّمة، وإلحاق أضرار مادية كبيرة بخصومها، ومن الواضح إنها عدو عنيد وتشكل تهديدا قويا تفشل معه استراتيجية التحالف الحالية في تدميرها وهزيمتها بشكل فعال.
سيريان تلغراف | بيزنس انسايدر استراليا