رغم ظهور عدد من الأفلام عن الصراع الدائر حاليا في سوريا، إلا أن الفنان السوري “دريد لحام” يرى أن أغلب هذه الأعمال تميل إلى نقل الأحداث “بشكل فوتوغرافي أحيانا” دون مناقشة الأسباب.
دريد لحام من مواليد عام 1934 بحي الأمين في دمشق القديمة، وهو ممثل كوميدي ودرامي، شغل منصب سفير النوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لليونيسيف، لكنه استقال من منصبه بسبب الحرب على لبنان 2006.
وقال لحام يوم السبت 5 سبتمبر/أيلول في ندوة بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، إن ما يجري في سوريا “مُعقّد، ولم يناقشه عمل فني من الأعمال التي اكتفت بتصوير ما يحدث”، مشدّدا على أن الأمر يتجاوز “الحرب” إلى مناقشة أسبابها، وهو ما لم تتطرق إليه الأفلام الحالية.
وأوضح أن الأفلام التي من المفترض بها أن تناقش الأوضاع الحالية في سوريا بصورة أكثر عمقا وتحليلا لا تزال “تحتاج إلى وقت” حتى تخرج إلى النور.
هذا ويشارك فيلمان من سوريا في مسابقة “الأفلام الروائية الطويلة لدول البحر المتوسط”، ضمن 16 فيلما من إسبانيا واليونان وصربيا وقبرص وسلوفينيا وكرواتيا وإيطاليا وألبانيا والمغرب والجزائر وتونس ولبنان وفلسطين ومصر.
ولا يخوض الفيلمان السوريان في أسباب الصراع الدائر، ولا يقتربان من أطرافه إلا بإشارات إلى التفجيرات والأعمال الإرهابية، ولكنهما يكتفيان فقط بتصوير جوانب من آثار هذا الصراع، دون الخوض في تحليل أسبابه.
وقال لحام في الندوة التي عقدها إن “ما يجري هو أحد تجليات عدم قبول الرأي الآخر، فنحن نحارب الإرهاب ولكن (داعش) في داخلنا، مدارسنا علمتنا طقوس الدين ولم تعلمنا الإيمان”، موضحا إن للتدين طقوسا في العبادات والمعاملات وهذا يثير اختلافا بسبب الاجتهاد، أما الإيمان “فيكون بالله الواحد”.
وأضاف إن الفيلسوف العربي إبن رشد الذي تعترف أوروبا بفضله عليها و”لولاه ما عُرفت الفلسفة اليونانية”، شدد على أن العقل منحة إلهية كبرى “فلا يمكن أن يعطينا الله عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها”.
وتشارك في الدورة الحادية والثلاثون لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط أفلام من 33 دولة، وستختتم فعالياتها مساء الثلاثاء القادم.
سيريان تلغراف