Site icon سيريان تلغراف

سوريا وداعش على أجندة لقاء بوتين بقادة عرب في موسكو

تجري القيادة الروسية جولة جديدة من المشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية، إذ يصل إلى روسيا هذا الأسبوع زعيما الأردن ومصر وولي عهد أبو ظبي.

ويلتقي الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء 25 أغسطس/آب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ومن المتوقع أن يركز اللقاءان على التطورات في الشرق الأوسط.

وأوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين أن المحادثات بين بوتين وعبد الله الثاني ستتناول مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، كما سيولي الزعيمان اهتماما خاصا لتنفيذ المشاريع الثنائية ذات الأولوية، بما في ذلك الخطط لبناء أول محطة كهرذرية في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية. كما سيتبادل الزعيمان الآراء بشأن أهم القضايا المدرجة على الأجندة الإقليمية والدولية، بما في ذلك التصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي وتسوية الأزمة السورية وعملية السلام الشرق أوسطية.

وبشأن اللقاء الثنائي بين الرئيس الروسي وولي عهد أبو ظبي، أوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين، أنه من المتوقع أن يشهد استعراضا للمسائل الملحة فيما يخص التعاون الثنائي بين روسيا والإمارات، وخاصة التعاون في مجالي الاستثمارات والطاقة، بالإضافة إلى تبادل الآراء بشأن سبل ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضحت الدائرة الصحفية للكرملين أن تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ستكون في صلب اهتمام اللقاء بين بوتين وآل نهيان، والذي يجب أن يعقد على هامش منتدى “ماكس” الدولي للطيران، الذي سيحضره ولي عهد أبوظبي.

وتأتي زيارة العاهل وولي عهد أبو ظبي قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي.

هذا ومن المتوقع أن يزور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل، لمواصلة مشاوراته مع الرئيس بوتين التي جرت عبر الهاتف واللقاء الذي جمع بوتين بولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في يونيو الماضي.

مكافحة الإرهاب والمساعي لتشكيل جبهة موحدة ضده

وتتزامن هذا الحراك مع مواصلة القيادة الروسية مشاوراتها على المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية الأربعاء الماضي إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ “داعش” تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء.

يذكر أن الرئيس الروسي قد اقترح تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، لتشمل القيادة السورية والمعارضة المسلحة في هذ البلد، وتركيا والأردن والسعودية واللاعبين الإقليميين الآخرين.

بدوره أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الحديث لا يدور عن تشكيل قوة موحدة أو قيادة عمليات مشتركة، بل عن تنسيق الجهود بين القوى التي تواجه “داعش” على الأرض، وعن تقديم الجهات الإقليمية دعما لهذه القوى.

ومن أجل تقريب وجهات النظر بهذا الشأن، يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقاءات مكثفة، إذ شارك يوم 3 أغسطس/آب في لقاء ثلاثي في الدوحة جمعه مع نظيريه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير، ومن ثم عقد لقاءين مع كل منهما على حدة (في كوالالمبور يوم 5 أغسطس/آب وفي موسكو 11 أغسطس/آب).

وقال لافروف تعليقا على لقاءاته، إن موسكو وواشنطن والرياض اتفقت على توحيد الجهود في مكافحة “داعش”، لكنها لم تتوصل بعد إلى مقاربة مشتركة في هذا المجال.

التسوية السورية والملف الإيراني

كما من المتوقع أن تكون القضيتان السورية والإيرانية حاضرتين بقوة خلال محادثات بوتين الشرق أوسطية يومي الثلاثاء والأربعاء.

وكانت موسكو قد أعلنت على لسان نائب وزير الخارجية بوغدانوف أن الاستعدادات لمؤتمر “جنيف-3” بدأت، وذلك بعد أن توصل الوزيران لافروف والجبير إلى اتفاق بشأن التنسيق من أجل المساهمة في توحيد صف المعارضة السورية.

وفي سياق هذه الجهود تستقبل موسكو منذ منتصف الشهر الجاري وفودا لمختلف أطياف المعارضة السورية، كان أبرزها وفدا الائتلاف الوطني السوري برئاسة خالد خوجة ولجنة المتابعة بمؤتمر القاهرة برئاسة هيثم مناع.

وكانت الخارجية الروسية قد دعت مرارا جميع اللاعبين الإقليميين والخارجيين ذوي التأثير إلى توحيد الجهود من أجل المساهمة في توحيد المعارضة السورية، لكي تصل إلى قاعدة بناءة مشتركة قبيل استئناف التفاوض مع دمشق.

وفيما يخص الملف الإيراني، فقط أعلنت روسيا أنها تعمل على توضيح مضمون الاتفاق النووي الشامل مع إيران لجميع شركائها في الشرق الأوسط، وإزالة قلقهم من الصفقة التي توصلت إليها طهران والسداسية في فيينا يوم 14 يوليو/تموز الماضي.

وكان لافروف قد أعرب عن أمله عقب محادثاته مع نظيره السعودي في أن تُتّخذ في هذه الظروف الجديدة التي تشكلت بعد عقد الاتفاق، جهود إضافية لإقامة حوار بناء بين دول الخليج كافة، بما فيها إيران.

وأضاف: “إننا نأمل في أن يتم إيلاء الاهتمام بأحكام الرؤية الروسية لسبل ضمان الأمن في الخليج في سياق الحركة نحو إطلاق مثل هذا الحوار”.

ومن اللافت أن موسكو استقبلت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم 17 أغسطس/آب، أي بعد مرور أسبوع على زيارة الجبير، إذ أعلنت موسكو في أعقاب المحادثات بين لافروف وظريف عن اتفاق على تنسيق جهودهما بقدر أكبر، في إطار “مساهمة البلدين في تسوية النزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات المتطرفة”.

التعاون الثنائي

وبالإضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية، ستحظى العلاقات الثنائية باهتمام كبير خلال محادثات بوتين مع الملك عبد الله الثاني ومحمد آل نهيان.

ووصف الكرملين العلاقات الروسية-الأردنية بأنها تحمل طابعا مثمرا ومتبادل المنفعة،

يذكر أن العاهل الأردني يزور روسيا للمرة الـ12 منذ عام 2001، وكانت آخر زيارة له إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول عام 2014.

وسيبحث الزعيمان مواصلة تعزيز التعاون الثنائي، علما بأن التبادل التجاري بين روسيا والأردن ازداد في عام 2014 بنسبة 3 أضعاف وصولا إلى 543 مليون دولار، فيما يرتبط الجزء الأكبر من هذا المبلغ بتوريدات الخامات الروسية إلى الأردن.

أما المشروع الثنائي الأكبر بين البلدين، فهو أول محطة كهرذرية، تتولى شركة “روس أتوم” الروسية تشييدها، وأوضحت الدائرة الصحفية للكرملين أنه من المخطط إنجاز تشييد المحطة بحلول عام 2020. وبعد تشغيل المحطة، من المقرر أن تبلغ نسبة الطاقة النووية في توازن الطاقة بالأردن نحو 15 %. أما قيمة المشروع فتقدر بـ5.4 مليارات دولار.

كما سيتناول الزعيمان الروسي والأردني موضوع العلاقات الثقافية والإنسانية بين الدولتين، وكان الجانب الروسي قد استجاب لطلب عمان وزاد عدد المنح الجامعية المخصصة للطلاب الأردنيين في الجامعات الروسية 3 أضعاف، وصولا إلى 150 منحة .

وبشأن اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي وولي عهد أبوظبي، أوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين أنه السادس بينهما، وتوقعت أن تركز المحادثات على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والإمارات.

وأشار الدائرة في هذا السياق إلى تراجع التبادل التجاري بين البلدين في عام 2014 بنسبة 20 % إلى ملياري دولار، وفي العام الحالي يستمر التراجع، إذ سجل التبادل التجاري في النصف الأول من العام انخفاض قدره 43% (إلى 566.1 مليون دولار). وعزت الدائرة الصحفية هذا التراجع الحاد إلى التقلبات في أسعار صرف العملات، وتراجع الطلب على التوريدات الروسية المتمثلة وخاصة فيما يتعلق بالحبوب والمعادن الثمينة.

وتوقع الكرملين أن يولي بوتين وآل نهيان اهتماما خاصا بالتعاون الثنائي في مجال الطاقة، معيدا إلى الأذهان أن موسكو وأبوظبي تنسقان عملهما بصورة وثيقة في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، كما أن هناك مشروعا كبيرا لشركتي “روس نفط” و”كريسنت بتروليوم” لتطوير حقل نفطي في إمارة الشارقة، كما تجري “روس نفط” المفاوضات مع شركة إماراتية أخرى هي “مبادلة للبترول” حول تطوير حقلين في سيبيريا الشرقية.

وأضافت الدائرة الصحفية أن هناك آفاقا واعدة للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية.

سيريان تلغراف

Exit mobile version