Site icon سيريان تلغراف

مقدونيا تفتح حدودها لعبور مئات المهاجرين .. وحراك أوروبي لاحتواء الأزمة

اجتاز مئات المهاجرين أغلبهم سوريون الأحد 23 أغسطس/آب حدود مقدونيا، بعد تراجع قوات الأمن عن وقف تدفقهم إلى غرب أوروبا غداة أيام من الفوضى والمواجهات.

وذكرت وكالة “رويترز” أن قوات الأمن في مقدونيا لم تبذل جهدا يذكر لإبطاء مرور المهاجرين، الذين بلغ عددهم حوالي 1500 مهاجر دخلوا البلاد إثر صدامات مع أفراد الشرطة عند المنطقة الحدودية مع اليونان.

وتعود الأزمة إلى الخميس الماضي حينما فرضت مقدونيا حالة الطوارئ وأغلقت حدودها الجنوبية أمام المهاجرين الذين يتدفقون بمعدل ألفي شخص يوميا في طريقهم إلى صربيا ومنها إلى هنغاريا ثم منطقة “شنغن” التابعة للاتحاد الأوروبي والتي لا يحتاج التحرك بين دولها لتأشيرات.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر في الشرطة المقدونية قوله إن السلطات منحت منذ السبت 4000 مهاجر تصاريح لمواصلة الطريق عبر أراضيها، وأن حوالي 200 شخص ينتظرون في المنطقة الفاصلة على الحدود، وفي الوقت نفسه يصل مئات آخرون في حافلات قادمة من بلدة كيلكيس اليونانية.

يذكر أن مقدونيا تشكل جزءا مما يعرف بـ”ممر الهجرة عبر البلقان” الذي يمر منه عشرات الآلاف من اللاجئين إلى دول غرب أوروبا، ويأتي معظمهم من دول الشرق الأوسط التي تشهد نزاعات مسلحة، وخلال الشهرين الأخيرين سجلت السلطات المقدونية أكثر من 40 ألف لاجئ، بينهم ما يزيد عن 33 ألف سوري، وفي الأيام الأخيرة سجلت السلطات يوميا أكثر من 1000 طلب تسجيل.

وستكون صربيا المحطة التالية لهؤلاء المهاجرين، قبل انطلاقهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، إذ ذكرت وكالة فرانس برس أن أكثر من 3500 شخص بينهم أطفال ونساء، وصلوا منذ السبت 22 أغسطس/آب إلى جنوب البلاد، حيث تهتم بهم السلطات المحلية في قرية ميراتوفتشي الواقعة على الحدود مع مقدونيا.

اجتماع في برلين لاحتواء أزمة المهاجرين

تدفق المهاجرين نحو أوروبا، دفع بالقادة الأوروبيين للتحرك بصفة عاجلة لاحتواء الأزمة التي تخطت أبواب حدودها، وسيلتقي كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين 24 أغسطس/آب في العاصمة الألمانية برلين “لإعطاء دفع” فرنسي ألماني جديد للتحرك للتصدي للظاهرة.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن الجانبين سيلتقيان في مقر المستشارية ببرلين لمناقشة أزمة المهاجرين، لإعطاء دفع لتنفيذ القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي ، كما سيبحث وهولاند وميركل نية بلديهما في المضي بعيدا في سياسات اللجوء كشكل معايير الاستقبال وآلياته ووضع سياسة أوروبية كاملة ولكن من دون الخروج بـ”وثيقة جديدة” خلال اللقاء.

ومن المرتقب أن يخرج اللقاء بوضع قائمة مشتركة بـ”البلدان الآمنة” التي لا يعتبر مهاجروها طالبي لجوء تمهيدا لإعادتهم إلى أوطانهم، إضافة إلى تسريع إقامة مراكز استقبال وتحديد هوية طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين في إيطاليا واليونان عبر تحديد “مهل مثل نهاية العام”.

من جانبه، عرض وزير الخارجية النمساوي على أوروبا خطة من 5 نقاط لحل أزمة الهجرة وتتضمن محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وإقامة مناطق آمنة في أماكن النزاعات في الشرق الأوسط وإفريقيا، وحماية الحدود الأوروبية من المهاجرين خاصة في إيطاليا واليونان وبلغاريا، من تدفق المهاجريين غير الشرعيين، وأيضا تركيز الاهتمام في منطقة البلقان وذلك بتوسيع نطاق التعاون مع شرطة دول غرب البلقان، وفيما يتعلق بالنقطة الخامسة من الخطة فتشمل توزيعا عادلا للاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي.

وفي ظل التحرك الأوروبي لصياغة استراتيجية موحدة لمواجهة موجات الهجرة القادمة من الشرق الأوسط بسبب الأزمات والحروب، تستمر حلقات الهجرة إلى أوروبا عبر المتوسط ليتسع نطاقها يوما بعد يوم، مع ارتفاع حصيلة ضحايا غرق قوارب مهربي البشر وتنامي مخاوف الأوروبيين من تسلل متطرفين إلى أراضيهم على متن تلك القوارب.

تونس تنقذ 128 مهاجرا قبالة سواحلها   

وفي هذا السياق، نجحت القوات البحرية التونسية الأحد 23 أغسطس/آب في إنقاذ 128 مهاجرا غير شرعي أفارقة بينهم 25 امرأة ورضيع، قبالة سواحل بن قردان الحدودية مع ليبيا، كان مركبهم قد تعطل بعد أن أبحر من ميناء الزوارة الليبي باتجاه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية.

وجاء في بيان للداخلية التونسية، أن القوات البحرية رصدت مركبا بطول 10 أمتار دخل المياه الإقليمية وبدأ يغرق، وتم نقل المهاجرين إلى المستشفيات بمدينة بن غردان جنوب تونس، لإسعافهم.

يذكر أن السلطات التونسية تواجه نداءات استغاثة يطلقها مهاجرون غير شرعيين يبحرون من سواحل ليبيا، وتنتهي رحلاتهم قبالة سواحل تونس بتعطل محركات المراكب المتداعية التي تقلهم أو بتسرب المياه اليها، كما تشكو السلطات التونسية من نقص في الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية لإنقاذ هؤلاء المهاجرين وإيوائهم.

وتشهد الدول الأوروبية الجنوبية مشاكل كبيرة بسبب تدفق المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين، وخصوصا إيطاليا التي يصلها يوميا بالمتوسط عبر البحر 500 مهاجر، بينما شهد الاتحاد الأوروبي عام 2014 تدفق 170 ألفا، وفي هذا الوقت يصل عدد القتلى خلال محاولات الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط إلى الآلاف، حيث قتل هذا العام وحده أكثر من ألف و500 مهاجر ولاجئ وتعتبر ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين إلى أوروبا.

سيريان تلغراف

Exit mobile version