بعد التطورات السياسية التي يشهدها الملف السوري، لم تتوقف رحى المعارك في غالبية جبهات القتال، رغم ذلك فإن الحراك السياسي في المنطقة قد أثار التوقعات بوجود جدية حقيقية لتسوية الأزمة.
ومع الفشل الذريع لبرنامج تدريب ما تسميهم الولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة، واختفاء اكثر من نصف متدربيها ، تزداد وتيرة القتال في مناطق مختلفة من البلاد، حيث يسجل تقدم لمجموعات النصرة في ادلب وشمال حماه، في وقت يحقق الجيش السوري تقدما في حلب، مع تمدد متقطع لداعش شرقي حمص.
يأتي كل ذلك مع جهود كبيرة بحسب دبلوماسسين في دمشق باتجاه الانتقال إلى حل سياسي متوافق عليه إقليميا ودوليا.
تسريبات عن لقاءات جمعت مسؤولين سوريين بمسؤولين سعوديين، وتفاهمات بعيدة عن وسائل الاعلام في طهران ومسقط وبعدها ما هو منتظر في موسكو من لقاء وزير الخارجية السعودي الجبير بالقيادة الروسية خلال أيام، كل ذلك قد، يعزز من فرصة ايجاد مدخل حقيقي لإنهاء أزمة انعكست آثارها السلبية على المنطقة والعالم.
وبين التصعيد العسكري المتسارع والتطورات السياسية الأسرع، فإن حاجة المنطقة للتخلص من الارهاب تبدو ملحة لدى الكثير من الدول التي وجدت في تمدد هذا الارهاب خطرا وشيكا على أرضيها، منطلقين من ضرورة انهاء هذا العامل الخطر في سوريا ضمن حلف حقيقي يمهد لانفراجات سياسية في البلاد.
تكثر التحليلات والتأويلات عن ما يذاع من أسرار اللقاءات المعلنة والخفية بين الأطراف الإقليمية، في خضم تحرك دبلوماسي واسع ضمن عواصم المنطقة، وما يهم الشارع السوري هنا، عودة لمربع الاستقرار وانتهاء لمفرزات الحرب، بعد إزالة بؤر الارهاب من الجسد السوري.
سيريان تلغراف