كتب ويليام جيبسون، مؤلف قصص الخيال العلمي الشهير: “البيئة تجد استعمالاتها الخاصة بالأشياء”، ومهما كان السبب الذي وُجدت التكنولوجيا من أجله، والأشخاص الذين يستخدمونها، والبيئة التي تسختدم ضمنها، فإنها ستتكيف مع الاحتياجات الأخرى.
كيف يمكن أن تكون نظرته للحياة في عام 2100؟، مع تطور الأجهزة الذكية، وتقنيات الأتمتة، والتحضر وزيادة التواصل بين الإنسان والأجهزة، التي تتيح آفاقاً مثيرة للاهتمام.
بحلول 2100، 10.8 مليار شخص، ما يشكل 84% من سكان الأرض، سيعيشون في المدن، وفقاً لـ”الأمم المتحدة”، ويحتمل أن العشرات من المدن الكبرى التي يبلغ عدد سكانها 10 مليون شخص أو أكثر، 28 منها موجودة اليوم، ستساهم مع البلدان النامية بـ89% من النمو.
ومع وجود تغير المناخ الذي هز العالم، قد لاتكون هذه المدن الكبرى متلألئة أو مدينة الزمرد في التصور التقليدي لعلماء المستقبل والخيال العلمي.
ويجب على بعض المدن ولا سيما الساحلية مثل نيويورك أو شنغهاي، أن تكيف هياكلها لحماية نفسها من ارتفاع منسوب مياه البحر، وكذلك تقلبات الطقس، سواء كانت الأعاصير مثل ساندي، أو موجات حارة كتلك التي غطت أجزاء من الهند مؤخراً.
ولا يمكن أن يكون البشر، القاطنين الوحيدين في هذه المدن الكبرى بحلول 2100، لكن الآلات والروبوتات ستكون جزءاً لا يتجزأ من النظم البيئية، وتتوقع شركة “سيسكو” أن يكون حوالي 50 مليار جهاز متصلاً بالإنترنت بحلول 2020، بينما التقديرات لـ2100 لا وجود لها حتى الآن، لكن من المرجح أن يستمر هذا النمو.
وارتفاع الطلب على الأجهزة الذكية، سيساعد المدن بالتعرف إلى أي نشاط داخل حدودها، “وهذه الأجهزة لن تكون مجرد كائنات خارجية في العالم، ولكن سوف تكون جزءاً لا يتجزأ في كل من الولايات المتحدة وبيئتنا، وتربطنا بسلاسة مع المدن التي نعيش فيها”، كما يقول أليساندرو فوتو، وهو باحث في “معهد المستقبل”، وهو مركز أبحاث مقره “وادي السليكون”.
ويوجد حالياً تطبيق جديد في مجال التنمية، سيعمل على تنسيق النقل والخدمات اللوجستية عبر طائرات دون طيار أو سائق مركبة، ما يتطلب تدخل بشري أقل بحلول 2100.
وستعمل أجهزة الاستشعار الصحة، التي يتم زرعها في الجسم، على التواصل مع البيئات المادية ونظم الرعاية الصحية، وإعلام المستخدمين بتغيرات العلامات الحيوية أو خطر محتمل يتعرضون له، مثل الأزمة القلبية أو نقص السكر في الدم.
مع التقدم البيولوجي وتقنيات خلق أجزاء من جسد الإنسان، مثل الأطراف الاصطناعية العصبية، سيخلق تواصل الإنسان مع الأجهزة والآلات، شعوراً طبيعياً كالذي نعيشه اليوم مع الآخرين، والأطراف الالكترونية تسمح للمبتورين، والمرضى المصابين بشلل نصفي، بالسيطرة على الأنظمة الفيزيائية عبر التخاطر، لاحقاً سنجد أنفسنا نتحكم بحياتنا بشكل متطور.
“وهذه الشبكة المعقدة من التوجهات والتأثيرات، ستجعل العالم يتكيف مع الاحتياجات المتنوعة للمشاركين فيها، وإعادة برمجة المواد، والآلات والأنظمة الحيوية التي تشكل الحياة اليومية”.
رغم مزايا هذه الحياة المتكاملة، فلن تلقى إعجاب الجميع، ومع ذلك، سيبقى الكثير من الأشخاص بعيدين عن الاتصال بهذا العالم ربما لأسباب اقتصادية.
ومع ذلك، يرى ويليام جيبسون، أننا سنجد دائماً الاستخدامات الخاصة للأشياء، وعندما نكبر بالتزامن نحو مع تطور تقنياتنا، فبيئة المستقبل قد تجد استخدامها الخاص بنا أيضاً.
سيريان تلغراف