تركيا، التي لم تنجح بالطرق الدبلوماسية في تحقيق مطالبها في سوريا عن طريق مجلس الأمن لاستصدار قرار يتيح لها إنشاء منطقة عازلة داخل جارتها الجنوبية، تأتيها الرياح اليوم كما تشتهي.
منطقة عازلة بمباركة أمريكية تقتضي إقامة جيب في سوريا يمتد من جرابلس في شرق الحدود الشمالية إلى مارع في غربها بطول 90 كيلومترا وبعمق 50 كيلو مترا أي بمساحة تقدر بـ 4 ألاف و 500 كيلومتر مربع، مقابل أن تقوم أنقرة بفتح مجالها الجوي وقاعدة أنجرلك العسكرية أمام طائرات التحالف الدولي.
خطوة تركية لها أهداف عدة منها:
– إبعاد خطر تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى عن حدودها، على الرغم من أن معظمهم تسلل عبر حدودها إلى سوريا.
– منع الأكراد من إقامة كيانات موحدة بالقرب من الحدود.
– وحماية هذه المنطقة بالطائرات ومختلف الوسائل العسكرية.
تلك الأهداف اعتبرها البعض متصلة بشكل وثيق بأغراض أخرى ومنها:-
-ايجاد منطقة تستوعب اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
– نقل الحكومة السورية المعارضة لهذه المنطقة تحت حماية الجيش التركي.
واعتبرت دمشق بدورها في ذلك عدوانا وهي، التي لطالما هددت بالرد على أي انتهاك لأراضيها وكما يرى البعض أنها تنتهج سياسة عدو عدوك صديقك في خطوة تهدف إلى التصدي للمتطرفين وإطباق الطوق عليهم أو منع تدفق المزيد منهم على الأقل.
وتدخل أنقرة الحرب من بابها الواسع وتتوعد بالمزيد لحماية شعبها في ظل مناخ دولي من إبرام الاتفاقات العلنية وربما الصفقات الخفية، وكما شهدت الأيام الماضية نجاحا دوليا في ملف طهران النووي، قد يحمل قادم الأيام للسوريين مفاجآته المرتبة إقليما ودوليا.
سيريان تلغراف